لم أكن أقرأ الطالع، ولم أكن أفتح المندل أو أقرأ الغيب وأنا أكتب مقالتى تحت عنوان «الأسوأ قادم فى محافظة الإسكندرية»، حيث لم تمر ساعات قليلة على نشر المقال حتى فوجئنا بخبر انهيار عقار فى الإسكندرية، وراح ضحيته 3 مواطنين وعشرات المصابين، وهذا الحادث يأتى بعد يومين من كارثة غرق الإسكندرية بمياه الأمطار ومصرع 6 أشخاص بعدما تحولت شوارع عروس البحر المتوسط إلى بحيره من المياه، ولولا العناية الإلهية، ثم قواتنا المسلحة لغرقت الإسكندرية بمياه الأمطار، ولكن الله ستر، ولكن إلى متى ستظل هذه المحافظة وكرًا من أوكار الفساد والمحسوبية التى تسببت فى أن يتم بناء الآلاف من العقارات المخالفة، والتى يمكن أن تنهار فى أى لحظة، خاصة أن تغير الطقس يؤدى إلى هطول الأمطار التى تساعد فى عمليه سقوط العقارات، وهو ما حدث أمس الأول، حيث تسببت الأمطار فى انهيار أحد العقارات، وهو ما سيتكرر أكثر من مرة خلال الأيام المقبلة، ولهذا فإن نبوءتى بأن الأسوأ قادم فى محافظة الإسكندرية تحققت بالفعل.
هذا الأسوأ وراءه مافيا مسؤولى الأحياء الذين باعوا ضمائرهم للشيطان، وساعدوا فى بناء آلاف الأبراج المخالفة فى الإسكندرية، والتى ستنهار على رؤوس سكانها، وسيذهب المئات من الضحايا دون محاسبة أى مسؤول، لأن هناك أكثر من 30 ألفًا من قرارات الإزالة للعقارات المخالفة بالإسكندرية لم ينفذ منها شىء، وهو ما أكدته الزميلة جاكلين منير فى تحقيقها الرائع الذى نشرته «اليوم السابع» حول الفساد القذر الذى ضرب الإسكندرية.. لقد استغل هؤلاء المخالفون حالة الانفلات الأمنى، وقاموا ببناء مبان مخالفة، وبعضها تم بناؤه على عقارات صادرة لها قرارت إزالة بالفعل لتهالكها.. هذه هى الإسكندرية التى تحولت إلى نموذج من الفساد، وساهم فيه كبار المسؤولين من محافظ فتح صندوقًا للفساد، واكتفى بتحصيل مبالغ مالية هزيلة يدفعها كل مخالف مقابل أن يواصل مخالفاته، والنتيجة هو بناء عقارات مخالفة فى كل أنحاء الإسكندرية، ومع مرور الزمن سوف تتساقط هذه العقارات على رؤوس سكانها، وهذه هى النتيجة الطبيعية لما قام به كبار المسؤولين الذين يتحملون دماء كل ضحية تموت تحت الأنقاض.. متى تتحرك الأجهزة الأمنية والرقابية ضد هذه المافيا التى لوثت الإسكندرية بمخالفاتهم وفسادهم القذر؟
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة