ماذا بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميا أن اللحوم المصنعة تسبب السرطان، ماذا يفعل ملايين المصريين الذين يعيشون على منتجات اللحوم المصنعة تحت بير السلم وفى مصانع الدرجة الثالثة، حيث كل شىء قابل للفرم والتعبئة فى عبوات رخيصة الثمن تناسب احتياجات الغلابة؟
أحد منتجى اللحوم المصنعة تحدى أن يؤثر تحذير منظمة الصحة العالمية فى إقبال الفقراء على منتجاته، لا لشىء إلا لأنها الأرخص، بل ذهب منتج اللحوم المصنعة الشهير إلى استعداده لوضع تحذير بأن منتجاته تسبب السرطان، وهو واثق أن ما ينتجه من مصنعات اللحوم لن تتأثر سلبا على مستوى المبيعات، لأسباب عديدة، منها أن الفقر يدفع المواطنين إلى البحث عن أى منتج يمت للحوم بصلة مهما كان مصدره، ومنها أن الغالبية من محدودى الدخل لا يهتمون بالتحذيرات الصحية.
نحن نتكلم عن قطاع كبير من المواطنين يعيشون على بقايا اللحوم وما يطرأ على فاترينات الجمعيات الاستهلاكية مرة كل أسبوعين، وهؤلاء يكفيهم طعم اللحم بين أسنانهم والقضمات الطرية من المعبأ فى أقراص أو سوسيس أو لانشون، ليشعروا بآدميتهم، وهؤلاء المواطنون أيضا، لن يتوقفوا عن تعاطى أرخص اللحوم المصنعة لأنهم لا يملكون خيارا آخر، فماذا نفعل لهم وماذا على الحكومة أن تفعل من أجلهم؟
بشكل براجماتى، على الحكومة أن توقف عمليات تصنيع اللحوم تحت السلم ومطاردة عمليات التعبئة والتصنيع العشوائية فى المراكز والقرى، والترخيص فقط للمصانع الكبرى التى تتخذ جميع الاشتراطات الصحية والرقابية بضوابط صارمة، مع تقديم البدائل وتوفيرها فى المجمعات الاستهلاكية، لأن إسراعها بفعل ذلك يجنبها فاتورة ضخمة من العلاج على نفقة الدولة والعلاج الحكومى للفقراء ومحدودى الدخل الذين سيقعون فى عرض الحكومة وسينامون أمام القصر العينى حتى توفر لهم الحكومة أسرة بالمستشفيات.
هل يمكن إذن أن تتحرك مؤسسات وأجهزة الدولة فى اتجاه وقف تصنيع اللحوم وتوفير المنتجات البديلة لإنقاذ صحة المصريين؟ هل يمكن الاستثمار فى صحة الأجيال المقبلة؟ سؤال لابد أن تطرحه الوزارات المعنية بدلا من ترك السرطان طعاما رسميا لعموم المصريين!!!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة