دندراوى الهوارى

رجال الأعمال يهدرون الدولار فى استيراد كبدة الأوز والكافيار..ارحمونا!

الإثنين، 26 أكتوبر 2015 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يحدث فى مصر طوال السنوات الأربعة الماضية وحتى الآن يندرج تحت عنوان عريض وكبير «مولد وصاحبه غائب»، انفلات أخلاقى وأمنى وسياسى، انتحار العقل والمنطق، انتهاك شرف الحكمة، ارتفاع الأصوات العالية والصاخبة، التكفير الدينى والسياسى، واندثار القيم الوطنية والأخلاقية، وانتشار الشتائم والبذاءة، والتسفيه والتسخيف والتخوين.

الأهم، غياب المسؤولية، والفرار من تحملها كفرار الإنسان من مرض معدٍ خطير، خشية الإصابة بلعنة التشويه واغتيال السمعة، وانعكاساتها على الأسرة، الأمر الذى أدى إلى ظهور أصحاب الأصوات الزاعقة الشتامة، وأنصاف الكفاءة، وعديمى الموهبة، وإعلاء شأن المصلحة الخاصة فوق المصلحة العامة على غرار القول المأثور: «إن خرب بيت أبوك إلحق خذلك منه قالب».

وجدنا شخصيات لا تعد ولا تحصى من أهل الكفاءة، يرفضون تولى مسؤولية أى مهام تسند إليهم من منصب الوزير حتى المحافظ، ثم تجد هؤلاء فى جلسات النميمة بالساحل الشمالى، والغردقة وشرم الشيخ، وأمام كاميرات وسائل الإعلام المختلفة، يتحدثون كخبراء ويتهكمون على الأداء العام للحكومة، ويوجهون للوزراء نقدا ساما، مغلفا بورق السوليفان الشيك، والسؤال، هو حضرتك رفضت ليه قبول تولى أى منصب تنفيذى وأظهرت لنا عبقرية سيادتك؟

نفس الأمر، رجال الأعمال يلعبون حاليا الدور الأخطر فى الملعب السياسى والاقتصادى والإعلامى، ويوظفون الأحداث لصالحهم بشكل واضح وجلى، يراها ويستشعرها الأعمى قبل البصير.

رجال الأعمال، يتحدثون عن الوضع الاقتصادى المتدهور ويتهمون الحكومة بالارتباك والأداء السيئ، ويلعنون المشروعات القومية الكبرى، ويعربون عن قلقهم البالغ على الأداء الاقتصادى العام، وأن البلاد تهوى بسرعة للدخول فى أنفاق مظلمة، والسؤال الغليظ والخشن: إذا كنتم ترون كل هذه المصائب، وأنكم أصبحتم فجأة خبراء، لماذا رفضتم التبرع لصندوق تحيا مصر وتركتم للذين تتهمونهم بالفاسدين وتجار الدين يتبرعون بأموالهم وأنتم أيها الشرفاء اكتفيتم بالمشاهدة والفرجة كمشجعين؟!

رجال الأعمال يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، يعتلون منبر النصح والإرشاد، ولا يطبقون هذه النصائح على أنفسهم، يهاجمون ويتهمون الدولة بالوقوف وراء أزمة الدولار، ويتناسون أنهم سبب البلاء، يستوردون الكافيار وأكباد الأوز والبط الفرنسى، والكريز والتفاح، والمخلل، والسيارات الفارهة من الخارج بمليارات الدولارات، ثم يتحدثون عن الأزمة ومن يقف وراءها.

رجال الأعمال يستوردون كل أنواع السلع «التافهة» بمليارات الدولارات، ويستنزفون موارد البلاد الضعيفة من العملة الصعبة، ولا يهمهم إلا تناول «المزة» بجوار الشمبانيا والفودكا، ولا يهمهم أن الأسعار ترتفع وتزداد اشتعالا لتحرق أجساد الغلابة.

أزمة اختفاء الدولار يقف وراءها رجال الأعمال، وأغنياء هذا الوطن، ويدفع الثمن غاليا فقراؤها، لذلك على الدولة أن يعلو صوتها وتتناول حبوب الشجاعة وتتخذ خطوات فاعلة وقوية لرفع رسوم الجمارك على السلع التافهة والسيارات الفارهة والملابس المستوردة إلى الضعف، وتضرب بيد من حديد لمنع التلاعب، ماذا وإلا سنظل فى «المولد وصاحبه غايب».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة