كل يوم يخرج علينا صنف من المهاويس، ويصوب سهامه نحو مصر وشعبها، وآخرهم مقتدى الصدر قائلا: «إن قرار مصر بإغلاق مقام الإمام الحسين فى القاهرة، يعتبر نهاية للنظام الحالى، مثلما حدث مع نظام الرئيس العراقى السابق صدام حسين»، مضيفا: «إن هذا القرار يذكره بغلق بيت المقدس، أمام المسلمين»، واستخدم خلطة شيطانية من الاتهامات، التى أشعلت النار فى بلاده، وكان عليه أن يراجع الملف الأسود لجرائمه، قبل أن يدس أنفه فيما لا يعنيه، ورغم ذلك لا نجد غرابة فيما قاله، فنحن نعيش زمن الفتنة، وصعود القتلة إلى صدارة الصفوف، والتحكم فى مصائر الدول والشعوب.
كان على مقتدى الصدر أن يشعر بالخجل والندم، فهو وعصابته من المجرمين القتلة، كانوا سببا فى ضياع العراق وشعبه، يقتلون ويسلبون وينهبون ويدمرون، باسم المقاومة وباسم الدين وباسم الشيعة، ولم يجد حرجا فى أن يقدم العراق على طبق من فضة لإيران، باعوا العراق وشعب العراق من أجل الحصول على المناصب والواجهة والسلطة، وهو الخادم المطيع لكل ما يصدر له من إيران، وأقول له: إن مصر هى حياتنا، أرضها تلفظ الخونة، وسماؤها تحرق المعتدين، وجيشها العظيم يحفر اسمها فى قلبه، وشعبها يعشق آل البيت والصحابة، ولم يقتلهم مثلما فعلتم مع الإمام الحسين فى كربلاء، ولم نرتكب فى حقهم جرائم تاريخية تستوجب أن نتوب عنها بلطم الخدود وتقطيع الأجساد.
مقتدى الصدر الذى يحذر من نهاية النظام المصرى، يزايد على أرواح المسلمين، فمصر لم تقم بغلق ضريح الإمام الحسين إلا درءا للخطر وحقنا للدماء، وخوفا من أن يندس بين المصلين مهووس أو موتور، يعكر صفو المناسبة الدينية، والصدر لا يعنيه ذلك، فهو مؤسس الميليشيات المتورطة بالدماء، واستخدمها بالهجوم المسلح، على مكاتب الأحزاب والقوى السياسية، مما تسبب بمقتل المدنيين، وأسس «محاكم شرعية» هددت حياة الناس، وعذبهم وقتلهم باسم الشريعة، وهل نسينا المذابح التى راح ضحيتها المئات، على يد الزرقاوى وذباح الشيعة عبدالله الجنابى، وغيرها من الجرائم التى لم تحدث إلا فى عصور الهمجية.. مصر فيها مسلمون يعشقون وطنهم، ويكرهون الطائفية واللعب بالأديان، فاحفظ لسانك واغرب بوجهك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة