الشماتة هى الكلمة التى جمعت بين أعداء الأمس عاصم عبدالماجد وحمدين صباحى، وكلا الرجلين بينهما ما صنع الحداد، فالأول قاد أكبر تمرد مسلح مرتين، الأول ضد حكم السادات - مبارك فى الثمانينيات، وشارك فى قتل المئات من الأبرياء، فيما عرف بمذبحة مديرية أسيوط فى بداية الثمانينيات، وبعد استشهاد الرئيس السادات، فيما عرف بأحداث المنصة عام 1981، وهو الحادث الذى كان البوابة لتولى الرئيس المخلوع حسنى مبارك الذى «برك» على صدور المصريين لأكثر من 30 عاما، وبعد الإفراج عنه كنا جميعا نعتقد أنه نسى الإرهاب والدم، ولكن وبمجرد عزل محمد مرسى فوجئنا به يعيد سيرته الأولى، ويهدد بالدم والنار لكل من يقترب من مرسى وجماعته، ثم اختفى وظهر بعد فض رابعة فى دولة قطر، وهو الآن هارب يظهر بين الحين والآخر بالكتابة على حسابه الخاص على شبكة التواصل الاجتماعى فيس بوك، وعقب نتائج الجولة الأولى، خرج علينا هذا الإرهابى، ليشمت فى نتائج حزب النور، ويصفه بأحط الكلمات شامتا فيه، قائلا: «شكرا للشباب السلفى، حزب النور انهار انهيارا كاملا، مدرسة الخيانة قد احترقت.. خيانة وربى يولع فيها».
ولكن نسى هذا الإرهابى الشامت أن حزب النور لم يخن، وأنه جزء من شعب مصر الذى رفض حكم الإخوان، حتى لو هناك بعض الخلاف السياسى بينه وبين الأحزاب الأخرى فإن شعب مصر لن ينسى لحزب النور وقوفه بجانب القوى السياسية فى 30 يونيو، و3 يوليو، وحتى الآن، وهو يشارك فى العملية السلمية.
هذا عن عاصم عبدالماجد الإرهابى، أما عن حمدين صباحى الشريك الأساسى فى عزل مرسى والمنافس الوحيد فى الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ولكن منذ سقوطه فى هذه الانتخابات ونحن نراه مختفيا، ولا يظهر إلا ليوجه سمومه لنظام السيسى دون أن يقدم البديل، وآخر ظهور أثناء المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، حيث رفض المشاركة فى التصويت، محذرا من تكرار تجربة برلمان 2010 وهو ما يعنى أنه غير راضٍ على هذه الانتخابات، وهو ما يجعلنى أرى تشابها بين موقف عاصم وحمدين، فكلاهما شمت فيما حدث الأول فى حزب النور، والثانى فى مصر كلها، فهل نجد تحالفا بين أعداء الأمس أم أنها صدفة لن تتكرر؟.. وللحديث بقية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة