نقلا عن العدد اليومى
«بانتخب عشان البلد تبقى حلوة» بهذه الكلمات البسيطة التلقائية، نطقت مسنة أمام إحدى اللجان الانتخابية بمحافظة الجيزة، مستندة على عصا، تعتبر ما تفعله خدمة لأبنائها والأجيال القادمة وليس خدمة لجيلها أو على الأقل لنفسها.
فى مشهد آخر بعيد تماما عن مشهد السيدة، حث ناخبون من كبار السن أقاربهم أو بالأحرى شباب الدائرة بكلمات صغيرة، ولكنها كبيرة المعنى، فكلفوا أنفسهم بإجراء مكالمات هاتفية وقالوا لهم: «خليك وطنى وانزل صوت فى البرلمان».
لم يكتف كبار السن بالتصويت فى اللجان وتحمل المشقة، بل قالوا جملا تجعلك تفكر مرة بل ألف مرة لماذا فعلوا ذلك وحرصوا على المشاركة؟ وللإجابة على ذلك يقولك لك رجل بلغ من العمر أرذله بقوله: «أنا عمرى 78 سنة، أنا نزلت النهاردة علشان عايزين البلد تقف على رجليها وعلشان الناس تحب بعضها ويا رب نحصد اللى زرعناه».
وبعيدا عن المشهدين السابقين، هناك مشهد آخر يظهر لك حرص كبار السن الشديد على الحضور مع بداية الاقتراع ونهايته، فتجد فى دائرة بولاق الدكرور مسنين يفاجآن الجميع أمام مدرسة قبل فتح باب التصويت وبسؤالهما أجابا بقول: «صلينا الفجر وجينا نصوت وكله فى حب مصر».
وهناك مشاهد أخرى، تؤكد لك أن المسنين هم الحصان الأسود لآخر استحقاق فى خارطة الطريق، فبطوابيرهم أحبطوا دعوات المقاطعة، وأحرجوا صغار السن، حيث حضروا فى أغلب الـ14 محافظة التى بها انتخابات اليوم، نزلوا من بيوتهم وصعدوا إلى لجان الاقتراع، ليصوتوا ويدعوا غيرهم للتصويت، معتبرين ذلك واجباً وطنياً قبل أن يغادروا حياتنا بأكملها، أعطاهم الله العمر وأنعم عليهم بالعافية.
نزول «العواجيز» بكثافة يظهر لك أن جيل أكتوبر 73 وما قبله وبعده جيل النصر والكرامة ما زال فى المشهد، يلبى نداء البلد فى الوقت العصيب.
ثمة أسئلة موجهة للشباب، نأمل أن يجيبونا عليها أهمها: هل تأثرت بالتقارير والنشرات الموجهة من الخارج تقول، إن الانتخابات لن تحظى بقبول الشباب؟ أم هل تكاسلت عن النزول؟ أم اعتبرت نفسك «مسنا» واعتمدت على نزول والدك وجدك ليختاروا لك نائبك دائرة فى البرلمان؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة