بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، ليس محللا سياسيا يستعرض آراءه وتصريحاته فى الصحف والبرامج التليفزيونية، وليس مجرد مسؤول عادى يمكن أن يطرطش بكلمتين حول الأوضاع الأمنية فى المنطقة، ولكنه المسؤول الأول فى دولة أمنية تعتمد عسكرة المجتمع ولديه تصب أخطر وأهم المعلومات عن دول المنطقة، وبالتالى فهو يعرف جيدا إلى أى مدى تم تجفيف منابع الإرهاب فى شمال سيناء، وكيف تم قطع طرق الإمداد والدعم بالمال والسلاح ووقف توريد المقاتلين المرتزقة عبر الأنفاق من غزة أو عبر البحر المتوسط.
إذا كان نتنياهو يعرف جيدا هذه المعلومات، فلماذا خرج ليعلن فى تصريحات للإذاعة الإسرائيلية أن تنظيم داعش الإرهابى يرسخ وجوده فى سيناء مثلما يرسخ وجوده فى سوريا؟
علينا قبل أن نبحث عن الأسباب التى دفعت نتنياهو إلى قول ما قال، أن نسأل عن دور إسرائيل فى تمكين المرتزقة المدعومين من الحمساوية والمتطرفين فى سيناء، وأن نسأل أيضا عن دور إيران فى دعم هذه الميليشيات المتطرفة بالسلاح عبر أنفاق غزة وبعلم إسرائيل، وهى القضية التى كشفتها رئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة تسيبى ليفنى؟ وأن نسأل ثالثا عن مصلحة إسرائيل فى عرقلة نهوض مصر ووقف دورها المتنامى فى المنطقة وأفريقيا والعالم يوما بعد يوم؟
أولا: نتنياهو أول من يعلم وأكثر من يملؤه الغضب والمرارة من نجاح القوات المصرية فى وقف تمدد الجماعات الإرهابية فى سيناء وإجهاض مشروع الوطن الفلسطينى البديل «غزة- شمال سيناء» حلم إسرائيل الدائم الذى تسعى إلى تنفيذه منذ 1967 باستخدام فئات من المخدوعين الفلسطينيين مرة بعد أخرى، مرة بطرح المشروع فى الأردن ومرة ثانية فى قبرص وثالثة فى سيناء، وكل مرة تجد مخدوعين وأعوانا من الفلسطينيين أنفسهم يحاولون تنفيذ المشروع الصهيونى على حساب الحلم الفلسطينى المشروع، حلم التحرر والاستقلال واستعادة الأرض المغتصبة.
ثانيا: من الواضح أن نتنياهو يشعر بالهزيمة بعد أن استطاعت الإدارة المصرية النهوض بالبلاد من جديد وبناء عناصر قوتها واستعادة مكانتها فى المنطقة والعالم، مما يجهض إلى حد كبير مشروع الوطن الفلسطينى البديل فى سيناء وغزة الذى تتواطأ حماس لتنفيذه بحثا عن أى سلطة والسلام، خاصة أن هذا الصعود المصرى ترافق باكتشاف الغاز الكبير فى البحر المتوسط الذى أجهض أحلام تل أبيب فى تصدير الغاز لمصر واحتكار إمداد أوروبا به، وبالتالى فهو يتصور أن إطلاقه تصريحات حول رسوخ داعش فى سيناء من شأنه تعطيل الصعود المصرى وتخويف الاستثمارات الأجنبية من القدوم إلى مصر. سيد نتنياهو.. العب غيرها.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة