دماء ضحايا محطة أنقرة فى رقبة أردوغان، الراعى الرسمى للإرهاب والمحرض على قتلهم، وظن أنه حين يحتضن الأفاعى سينجو من لدغاتها، وأنه بمنأى عن السموم التى ينفثها على مصر وشعبها، ولن يتجرع دموع التماسيح التى يذرفها على قتلة ومجرمين أرادوا النيل من بلادنا، وأن المهرج الذى يتاجر برفع علامة رابعة، ويحتضن فلول الجماعة الإرهابية للتآمر ضد بلدهم، سيكون جزاؤه من جنس العمل، فشرب كؤوس الدم من أجساد مواطنيه الأبرياء، عقابًا على جعل بلاده البوابة الملكية التى يدخل من خلالها المتطوعون الإرهابيون من مختلف أنحاء العالم للالتحاق بداعش وجبهة النصرة، إضافة إلى قيامه بتنظيم المؤتمرات للمتآمرين على مصر والعراق وسوريا، ودعمه للعصابات الإرهابية وتزويدها بالمال والسلاح، فردوا له الجميل بالتفجيرات المأساوية، وأذاقوه ثمار الخسة والخيانة.
تصور الشيطان أردوغان أن فى إمكانه أن يتمدد ويتوسع، ويعيد أمجاد الخلافة العثمانية الزائلة، بضرب الأنظمة القائمة فى المنطقة العربية، وإعادة الإخوان إلى حكم مصر بعد أن أسقطهم المصريون، وكتبوا عمرا جديدا لبلدهم وخططا للإطاحة بنظام بشار الأسد فى دمشق، وحكومة نورى المالكى فى بغداد، وبارك أعمال الذبح والتهجير وجز الرقاب، واختبأ وراء داعش لإبعاد الشبهة عن دوره فى التآمر والتحريض، ولعب دور العميل المزدوج، فعارض استخدام واشنطن للقواعد الأمريكية فى بلاده لضرب داعش، وأوجعته الغارات الروسية التى قصمت ظهر الإرهابيين فى سوريا، ووقف كالتائه العاجز، الذى لا يستطيع حماية حلفائه الإرهابيين.
من يلعب بالنار تحرقه، وهذه هى بداية جنى ثمار الشر، ونهاية من يزرع الشر، فالسهام التى وجهها أردوغان إلى بلادنا ارتدت إلى صدره، ولم يجد شماعة يعلق علها حادث محطة أنقرة المروع سوى داعش، ولم يعد أمامه سوى خيارين: إما أن ينقلب على الذئاب التى حاول ترويضها، وإما أن يكابر ويعاند ويستمر فى احتواء الإرهابيين، وتسخيرهم لتحقيق أحلام الخلافة الزائلة، وإذا اختار الطريق الثانى فقد حكم على نفسه بالإعدام السياسى، فالمستنقع الواسع فى بلاد الشام، لن يسمح له بالتمدد والتوسع وإدارة الأحداث فى غرف التآمر، وكما أصبح طريق الإخوان للعودة إلى حكم مصر مغلقا وموصودا إلى الأبد، فطريقه إلى استعادة أوهام الخلافة ضرب من الجنون.
عدد الردود 0
بواسطة:
دزاحمد حسن
رائع
رائع المقال وبليغ جدا كما عهدنا على حضرتك