نسمع كثيرا أن ألم خشونة المفاصل يزيد مع برودة الجو، أو أن الألم فى مكان الكسر القديم يظهر فى درجات الحرارة المنخفضة، أو أن استعمال كمادات الثلج يقلل من الألم، بينما يقول آخر إن استعمال كمادات المياه الدافئة تقلل من الألم، وهناك عدة أبحاث حول هذا الموضوع، لكن أغلب الأبحاث لم تصل إلى نتائج واضحة.
لكن المعروف من الأبحاث العلمية والخبرات المتوفرة أن انخفاض درجات الحرارة والبرودة تزيد من حساسية الأعصاب وشعورها بالألم، وهذه الزيادة تكون فى درجات الحرارة بين صفر و10 درجات، لكن لو استمرت البرودة لفترات طويلة فهذا يتسبب فى تعطيل وظيفة أعصاب الإحساس مما يتسبب فى الشعور بالخدل والتخدير وعدم الإحساس، وبالطبع لو استمرت البرودة لفترات أطول من اللازم فقد تؤثر على الدورة الدموية وتعرض الأطراف للخطر.
وبالتالى فالشعور بالألم قد يرتفع مع برودة المناخ، ولكن سبب الألم لا يتغير، فالخشونة أو حالة الكسر لا تتغير بدرجة الحرارة لأن درجة الحرارة داخل جسم الإنسان ثابتة وهى 37 درجة مئوية.
أما استعمال درجة الحرارة فى تقليل الألم فقد أثبتت الأبحاث فاعليته، حيث إن كمادات الثلج تكون مفيدة فى الألم بعد الإصابة أو الجراحة لمدة 24 ساعة، لأن هذا يساعد على انقباض الأوعية الدموية وتقليل النزيف فى مكان الإصابة أو الجراحة مما يقلل الألم، ويقلل حجم الكدمات أو التجمعات الدموية.
أما الألم الناتج عن الشد العضلى أو الالتهابات المزمنة فيتحسن بكمادات المياه الدافئة لأنه يساعد على زيادة الدورة الدموية فى مكان الشد العضلى أو الالتهاب ويساعد العضلات على الارتخاء، وبالتالى فالحالات المزمنة قد تستفيد من درجات الحرارة والتدفئة لأنها ترخى العضلات وتحسن الدورة الدموية.
وفى جميع الأحوال فقد أثبتت الأبحاث أنه لا علاقة بين الشرائح أو المسامير أو المفاصل الصناعية وبين درجات الحرارة خارج جسم الإنسان، لأن هذه المستلزمات تكون من سبائك طبية يتقبلها الجسم وتظل مدفونة فى درجة حرارة الجسم الطبيعية (37 درجة مئوية)، ولا تتمدد أو تنكمش مثل مواد الحديد البسيطة.
ومن المعلوم أن التغييرات المفاجئة فى درجات الحرارة قد تؤثر على مناعة جسم الإنسان أو تتسبب فى حدوث شد عضلى أو التهابات فى العضلات، مما يسبب ألما أو حدوث عدوى، وكلما حرص الإنسان على تحسين حالة العضلات والعظام والصحة العامة كلما قلّ تأثره بتغييرات المناخ ودرجات الحرارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة