كرم جبر

أسباب الارتياح للتدخل الروسى!

الأحد، 11 أكتوبر 2015 03:05 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
روسيا صديق لمصر فى أوقات الأزمات، أما أمريكا فهى التى تصدر لنا الأزمات، وسامح الله الرئيس السادات، الذى وضع %99 من أوراق اللعبة فى يد أمريكا، ومن يومها اختل توازن الحياد، والتفت الضغوط الأمريكية حول القرار المصرى كخيوط العنكبوت، واستخدمت سياسة «العصا والجزرة» تارة بالمعونات وأخرى بالتهديد بقطع المعونات، ووصل التدخل السافر ذروته بإيقاظ شياطين الجحيم العربى، واستهداف مصر-لكونها قلب العروبة النابض- بالفوضى الخلاقة، التى تعانى البلاد آثارها رغم النجاة من حريقها، ولا تستريح أمريكا لوقوف مصر على قدميها، واستعادة مكانتها وخروجها من حظيرتها، وتقف متربصة لتتحين الفرصة للانقضاض علينا من جديد.

روسيا لم تتآمر على مصر، ولم تدس أنفها فى شؤوننا الداخلية، ولم تدعم علنا أو سرا جماعة الإخوان الإرهابية، ولنا مع الروس ذكريات طيبة، منذ نجدتنا بصفقة السلاح التشيكية سنة 1955، وكسر مؤامرة الغرب لحظر تسليح مصر، وهى أيضا التى ساعدتنا فى بناء السد العالى، بعد أن حاولت إنجلترا وفرنسا وأمريكا ابتزاز عبدالناصر وفرض شروط تعجيزية استقلال القرار المصرى، ومدت يدها لتشييد مصانع الحديد والصلب فى حلوان، وأرسلت خبراءها لتدريب الجيش المصرى بعد هزيمة 67، وحاربنا وانتصرنا بالأسلحة الروسية، ولم تكن روسيا فى يوم من الأيام حليفة إسرائيل أو حتى صديقتها، بعكس أمريكا الأخ والأب والأم والحليف والصديق لإسرائيل، وحتى عندما كانت راعيا لمعاهدة السلام مع إسرائيل، فلم تفعل ذلك من أجل صالحنا، ولكن من أجل إسرائيل.

مواقف روسيا وأمريكا من مصر، هى التى تفسر الشعور بالارتياح، بعد التدخل الروسى الحاسم فى سوريا، فأمريكا هى التى تآمرت على وحدة سوريا، وخططت لتقسيمها ودربت ما أطلقت عليه المعارضة المعتدلة والجيش الحر، وانضمت إليها بعض دول الخليج، التى كانت تربطها علاقات متينة وقوية بنظام حافظ الأسد، ولكن انقلبت الصداقة المتينة إلى عداء رهيب، بعد اتهام النطام السورى باغتيال رفيق الحريرى رجل السعودية القوى، والتقت المصالح حول ضرورة التخلص من بشار الأسد، وأن تجرفه نفس أعاصير الفوضى الخلاقة التى هبت على العراق، وحولوا سوريا الآمنة إلى مستنقع للفوضى وسفك الدماء.. فكيف لا تشعر بالارتياح للغارات الروسية التى دكت مواقع الخونة الذين باعوا أوطانهم؟.. قد تكون بداية الإنقاذ.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة