أنا قلم مجرد قلم ولكنى للأثرياء فقط، فأنا ذو هيكل مصنوع من الذهب الخالص، ومع ذلك أحمل داخل الهيكل الذهبى أنبوبا يحتوى على حبر أزرق، تلك الأنبوب بما تحتويه من حبر تشبه الروح عند الإنسان فبدونها لا أعد قلما، فى الحقيقة رغم كونى من أغلى الأقلام فى العالم، إلا أننى أكثر الأقلام حزنا على الإطلاق، فأنا صنعت لأُهدى من فلان الثرى إلى فلان الأكثر ثراء، وبذلك اعتدت أن أحيا حياة مليئة بالرياء، واعتدت أيضًا أن أوضع على الأرفف دون استخدام ففقدت قيمتى الحقيقية، وبالرغم من تلك الحياة البائسة إلا أن غيرى من الأقلام يحسدنى، لأن الناس تسعد باقتنائى وتحزن عند فقدانى فهيكلى له ثمن باهظ، ولكن تلك الأقلام لا تدرك أنهم أكثر نفعا للبشرية منى، فبهم تكتب الأبحاث وتخط المخطوطات، أما أنا فما قيمتى؟!، لماذا لم يصنعوا من هيكلى حليا ترتديه النساء؟! على الأقل كانت ستكون لحياتى قيمة، فأقصى طموحات قطعة الحلى أن ترتديها السيدة وتتباهى بها النساء، أما أنا فخلقت قلمًا ليكتب بى لا ليضعنى الناس على الأرفف، أتعلمون متى كانت أقصى لحظات سعادتى؟، كانت تلك اللحظة عندما أهدانى مالكى رجل الأعمال الثرى ذا البطن المترهلة من كثرة الطعام إلى عالم فى الأحياء، قلت حينها فرجت فعالم الأحياء هذا بكل تأكيد سيستخدمنى فى كتابة اكتشافاته العظيمة، إلا أن هذا لم يحدث فقد انتقلت من رف مالكى الثرى إلى رف العالم مالكى الجديد، وها أنا أشاهد العالم، وهو يكتب أبحاثه واكتشافاته بأقلام عادية سعرها زهيد جدا، والله لقد صدق مالكى القديم حين كان يقول (يعطى الحلق للذى لا يملك أذنين؟!)، لا أعلم لماذا يبدو عليه القلق الليلة يبدو أنه توصل لشىء جديد- اكتشاف عظيم - يريد أن يدونه قبل أن ينساه أو ما شابه ذلك، آه لو يستجيب الله دعائى ويستخدمنى ولكن كيف ذلك؟!، فأنا قطعة ذهبية ثمينة لا يعتبرنى الناس قلما، ماهذا الذى أراه لقد نفد الحبر من القلم، الذى يكتب به، يبدو أنه يبحث عن المحبرة لكى يزوده بالحبر، المحبرة نفد منها الحبر أيضا، العالم منزعج جدا، الأفكار ستتشتت من رأسه، لو أحد ينبهه أنى هنا، يا إلهى إنها فرصتى، وإنها اللحظة المناسبة، كل الظروف مهيأة، هيا يا ذاكرته ذكريه بى قبل أن تتشتت أفكاره، ها هو يبحث فى كل الأدراج باحثا عن قلم، يبدو أنه لا يوجد أقلام، العالم غاضب بشكل كبير، العالم ينظر إلى، يبدو أن حلمى سيتحقق، يا إلهى إنه يقترب منى، يقترب، يقترب، يقترب، يا إلهى أنا الآن فى يده، ماذا يفعل إنه ينزع عنى هيكلى، ويأخد روحى، لقد وضعها فى هيكل بلاستيكى كان لقلم قد نفد منه حبره، يا إلهى إنه يكمل بى بحثه، يالله يبدو أنه بحث عظيم، حمدا لله لقد تحقق حلمى، فبالرغم من فقدان هيكلى الثمين إلا أننى الآن أكثر نفعا للعالم من الوقت السابق، حمدا لله، حمدا لله.
قلم ذهب ، العالم ، الابحاث ، القلم والمحبرة
صورة ارشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
MAHMOUD EL-STEHA
القلم .. يصرُخ
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء ابراهيم السطيحة
شكراMAHMOUD EL-STEHA
ربنا يكرمك يارب