خبر على شريط الأخبار.. تسمم 150 طالبة بجامعة الأزهر فرع أسيوط، دقائق وخبر جديد، نقل الطالبات للمستشفى لتلقى العلاج، دقائق وخبر ثالث تزايد عدد الحالات المصابة بالتسمم.
قبل مرور ساعة من الخبر الأول، يتزايد الاهتمام الإعلامى بالواقعة ويبدأ الجميع البحث وراءها، فتتكشف تفاصيل مؤلمة، كل تفصيلة صغيرة منها تمثل جريمة فى حق الطلاب أكبر من جريمة التسمم نفسها.
1 - معرفة الإعلام بالواقعة كان فى صباح الخميس وتحديدا الثامنة والنصف، وتوقع الجميع وقتها أن التسمم جاء بعد تناول وجبة الإفطار، ولكن الحقيقة أن التسمم جاء من وجبة الغداء فى اليوم السابق، وأن الطالبات منذ العاشرة والنصف مساء الأربعاء يشتكين من آلام ومغص فى المعدة وقىء مستمر، ويطلبن الخروج من المدينة الجامعية لتلقى العلاج، إلا أن إدارة المدينة الجامعية رفضت إخراجهن بدعوى أن ما يحدث «تمثيل» ومحاولة لإثارة الذعر والقلق مع بداية العام الجديد دون البحث وراء الألم، وهل هو ادعاء أم واقع فعلا.
2 - رفض إدارة المدينة الجامعية تقديم الخدمات الطبية مساءً للطالبات، دفعهن إلى الاتصال بذويهم وأسرهم لكى يخرجوهن من المدينة، ولكن المفاجأة الثانية أن المدينة أغلقت أبوابها، تخيل معى أن ابنتك أو أختك تتصل بك وتصرخ فى الهاتف من ألم فى البطن بعد وجبة فاسدة وتقول لك: «الحقنى.. المدينة رافضين يخرجونا.. أنا بموت من المغص».. جريمة ثانية جديدة بحق الطلاب.
3 - الأخطر أيضا وهو التعامل مع الحالة نفسها، مع الموقف، مع الأزمة، وهنا أتحدث عن رئيس جامعة الأزهر، كان أول تصريح صحفى له يعكس سيطرة نظرية المؤامرة عليه، أول تصريح كان: «التسمم قد يكون مؤامرة من قبل طلاب جماعة الإخوان الإرهابية لتكدير صفو الجامعة بعد فشلهم فى إثارة الشغب قبل بداية امتحانات الفصل الدراسى الأول»، يا الله، رئيس الجامعة لم يفكر فى البحث الجاد وراء التسمم، هل هناك وجبات فاسدة فعلا، وما حقيقة اللحمة التى تناولتها الطالبات؟، لم يفكر فى المشرف الطبى والصحى على المطبخ.. فكر فى المؤامرة الإخوانية فقط.
4 - الجريمة الأخيرة، هى حق الطلاب المغتصب، حقهم فى عدم معرفة من المخطئ، من المتسبب فى جلب لحوم فاسدة، من وراء الوجبات غير الصالحة، من وافق على تقديمها للطلاب كما هى، ومن المشرف الذى تساهل بشأنها.
واقعة تسمم طلاب جامعة الأزهر، تكشف مزيدا من العجز لدى كوادر تجلس على كراسى مهمة فى مصر، كوادر لازالت تتعامل مع الأزمات بالمنطق القديم، «غطى على الجثة قبل ما تتطلع ريحتها»، كوادر ليس لديها منطق تفكير مختلف، لا خارج الصندوق ولا داخله، كوادر لا تمتلك خطة a ولا حتى b، كوادر بتعدى يوم بيوم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
كاميليا الشنوانى
المعاقيين و أطفال الشوارع أولى بالمدن الجامعيه و الرعايه المجانيه - أرجو التدقيق فيما تكتبه