تمر اليوم الذكرى الرابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير، طارحة عددا من الأسئلة العامة على الشعب المصرى كله وعلى النخبة المثقفة خاصة، هذه الثورة بموجاتها المتتالية بسلمها ودمها بجرحاها وشهدائها، فى عامها الرابع، أين يقف مثقفوها، أين ذهبت فنونها، كيف كان أدبها وموسيقاها وسينمائها، هل عبرت عنها، أم خذلتها ؟
أحدثت الثورة ضجة فى كل ما يتعلق بالثقافة المصرية والعربية أيضا، بخلاف الكتب ودواوين الشعر والموسيقى والأغنيات، تركت أثرا كبيرا على طرق التفكير وطرق الكتابة، وبدأت موجة من التفاؤل تجتاح الكتابة وأصبحت النهايات السعيدة جانبا مهما للكتابات، وكان الكتاب يصدرون كتاباتهم بصور من ميدان التحرير لجموع مكثفة تملأ الميدان وبصور مقربة لوجوه باسمة أو دامعة من الفرحة.
لكن هذه الروح المتفائلة لم تظل مسيطرة لفترة طويلة، فسرعان ما بدأت الروح القديمة فى الكتابة تعود وإن كانت على استحياء فى البداية، فما زال هناك من يكتبون عن الثورة ويمنون أنفسهم بأن زمنا جديدا من أساليب الكتابة قد حان أوانه لكنهم اضطروا أحيانا لأن يدخل نوع من اليأس فى كتاباتهم.
كثيرة هى لحظات الفرح والحزن التى أصابت الثورة المصرية فى السنوات الأربع الماضية، وما زلنا حتى الآن بين الحالتين نتقلب، عادت الروايات ممتلئة بالدم وعادت السينما تذهب بنا للخيالات أو الضلالات والموسيقى انحرفت عن هدفها ودخلت فى حالة من الصخب.
الكتابة هى ذاكرة الشعوب، وثورة الخامس والعشرين من يناير كانت بداية لذاكرة جديدة، لكنه يبدو أن الذاكرة لابد أن يوجد بها كل شىء وأن تظل تتذكر الحلو وغيره والجميل والقبيح.
خطة طوارئ بـ"الطب الشرعى" تزامناً مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة