عبر الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- عن تأثره البالغ بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وقال فى تصريح له بهذه المناسبة الأليمة: "انتقل إلى عفو الله تعالى فجر يوم الجمعة الثالث والعشرين من شهر يناير عام 2015، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
ففجعت فيه الأمة الإسلامية قاطبة، وخسرت بوفاته قطبًا للتضامن الإسلامي، وركنـًا للعمل الإسلامى المشترك، وصرحًا للدفاع عن قضايا الإسلام ومصالح المسلمين، وقائدًا مناصرًا لقضايا السلام العالمى، ومدافعـًا عن حقوق الشعوب فى الحرية والكرامة والتقدم والتنمية.
لقد كان خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز أحد أبرز حكماء العرب والمسلمين فى هذا العصر، وداعيًا للسلام وللحوار وللوئام والتعايش بين الأمم والشعوب، فهو رائد الدعوة إلى الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات، ومبادرته فى هذا المجال دخلت حيز التنفيذ على صعيد السياسة الدولية. وكانت فكرة الحوار أحد المحاور الأساس للسياسة التى اعتمدها على الصعيد الداخلى، حيث يدخل ضمن إنجازاته الكبيرة إرساؤه لقواعد الحوار الوطنى فى بلده الذى يعـدُّ ركيزة من ركائز السلم الأهلى.
لقد أولى الملك عبد الله عناية خاصة لتوحيد الصف الإسلامى وتعميق التضامن الإسلامى بين دول العالم الإسلامى، وكانت القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة التى عقدت فى مكة المكرمة بدعوة منه وتحت رعايته، الدعامة الأولى فى تجديد بناء آليات العمل الإسلامى المشترك. كما كانت دعوته لإنشاء مركز للتقريب بين المذاهب الإسلامية، تطورًا مهمًا فى العمل الإسلامى فى هذا المجال الحيوى. وكانت للمواقف الشجاعة التى اتخذها لمواجهة المخاطر التى تهدد العالم الإسلامى.
والمبادرات الرائدة التى انفرد بالدعوة إليها لنصرة القضية الفلسطينية، أهم معالم التطور السياسى على صعيد العمل العربى الإسلامى، ومنها المبادرة التى طرحها لتسوية المشكلة الفلسطينية، والتى اعتمدتها القمة العربية سنة 2002 فى بيروت. كما كانت موافقه لنصرة القضايا الإسلامية على الصعيد العالمى، وتصدّيه لمحاربة التطرف والإرهاب وارتكاب الجرائم ضد الإنسانية تحت دعاوى إسلامية زائفة، من معالم السياسة الحكيمة التى نهجها على الصعيدين الداخلى والخارجى.
لقد كانت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اهتمامات واسعة بدعم العمل الإسلامى المشترك على مختلف قنواته، وكانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو - موضع دعمه ومؤازرته، حيث عقدت عدة مؤتمرات إسلامية متخصصة فى المملكة العربية السعودية بدعوة من الإيسيسكو وتحت رعاية خادم الحرمين الشريفين. وكان المؤتمر العام الثانى عشر للإيسيسكو الذى عقد فى الرياض، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، أحد المؤتمرات الناجحة للمنظمة.
ورحم الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز برحمته الواسعة وجزاه خير الجزاء على ما قدمه لدينه ولوطنه ولأمته الإسلامية من جليل الخدمات.
وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولى عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، وسدّد خطاهما على طريق الخير والصلاح والتقدم والازدهار لبلدهما وللأمة الإسلامية."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة