شتاء مصر هذا العام قصير أم مكير

شاركت الطبيعة المصريين ذكرى عيد الشرطة وثورة 25 يناير وأهدت لهم طقسا شتويا بديعا يتمتعون به مع بداية عطلة نصف العام التى تبدأ بعد غد السبت.
تشهد مصر اعتدالا فى درجات الحرارة على كافة أنحاءها وسادها اليوم طقس معتدل الحرارة على السواحل الشمالية حار على الوجه البحرى والقاهرة وحتى شمال الصعيد وشديد الحرارة جنوبا.
ارتفاع ملحوظ فى درجات الحرارة جاء خلال شهر طوبة القبطى الذى يتميز بأنه أبرد شهور العام قاطبة مما جعل المصريين يتساءلون هل انتهى فصل الشتاء أم أنه يتوعدنا بموجة برد قارسة تضاهى السابقة فى ذروتها وشدتها.
تقلب الطقس خلال هذا الشهر القبطى من بارد لساخن ومن صحو لمترب يبرهن صدق الأمثال الشعبية المصرية القديمة التى كانت تعكس بدقة بالغة حالة الجو مثلها فى ذلك مثل باقى الأحوال المعيشية والمواقف الاجتماعية ، حيث قيل فى هذا أن الشهور تستدين أحوالها المناخية من بعضها البعض.

شهر فقط مر اليوم على حدوث الانقلاب الشتوى فى مصر ودول نصف الكرة الشمالى ولم ينتصف بعد فصل الشتاء الذى بدأ فلكيا يوم 22 ديسمبر الماضى، فعدد أيامه هذا العام 88 يوما و23 ساعة و42 دقيقة وفيه تنخفض درجة الحرارة لسببن رئسيين.

السبب الأول سقوط أشعة الشمس وميلها بحد أقصى عن العمودى على سطح الأرض فالأشعة المائلة أقل حرارة من العمودية لأنها تخترق مسافة أطول مما يجعلها تتعرض للكثير من الانعكاس على السحب والانتصاف بفعل الغازات المنتشرة فى الهواء كما أنها تنتشر على مساحة أكبر مما يقلل من شدتها.

والسبب الثانى فى انخفاض درجة حرارة هذا الشتاء هو النهار القصير الذى يعنى وجود فرصة أقل لاكتساب الحرارة من الشمس والليل يعنى وقتا أطول لفقدان الطاقة إلى الفضاء الخارجى بفعل إشعاع الأرض.
الفصول الفلكية الأربعة (الشتاء - الربيع - الصيف - الخريف) تحدث نتيجة دوران الشمس فى مدار ظاهرى بالنسبة للنجوم الخلفية السماوية التى تظهر ثابتة فى السماء ويعرف هذا المدار (بدائرة البروج) ، ويميل مستوى هذه الدائرة مع مستوى دائرة الاستواء السمائى بزاوية قدرها 23 درجة و27 دقيقة وهى نفس الزاوية التى يميل بها محور دوران الكرة الأرضية عن العمودى على مستوى مدارها، ونتيجة دوران الأرض حول الشمس وميل محورها على مستوى مدارها تحدث الفصول الأربعة.
والأرصاد الجوية هو علم يهتم بدراسة الأحوال الجوية وتغيراتها المفاجئة والدورية وتعنى بدرجة الحرارة والرطوبة واتجاه الرياح وسرعتها وحالة السحب ونوعها وكمية المطر وأماكن سقوطها وفترات سطوع الشمس ودرجتها، ويمكن للراصدين الجويين التنبؤ بحالة الطقس لعدة أيام قادمة.