خالد إبراهيم وخلاص تاسين، كرديان من صيادى طائر الزرزور، ينتظران بشغف فى خيمتهما فى سيبران بالقرب من أربيل، لدى وصول أسراب طيور الزرزور الأوروبية خلال هجرتها السنوية لشمال العراق.
أعد الصيادان الشرك وكان يستعدان لإلقائه لولا أن صبيا ألقى حجرا فى اللحظة الأخيرة ما أدى إلى اختفاء الطائر فى الأفق.
ينجح الصيادون كل عام فى الإمساك بالزرزور خلال موسم الهجرة الذى يستمر عامين ويبيعونه فى المتاجر القريبة من أربيل.
البعض يشترى الطيور لتناولها كمشهيات، لكن عدد كبير يقبل على شرائها لإطلاق سراحها كنوع من الرحمة يعتقدون أنه يجلب الحظ.
إلا أن الصيادين قالا "إن الحرب دفعت الكثير من هذه الطيور إلى الفرار".
وقال خلاص تاسين، مشيرا إلى صوت الحجر الذى ألقاه الصبى "الصوت الذى سمعته الآن هادئ، مقارنة بصوت إطلاق النار، فما بالك بالقنابل والتفجيرات. ستهرب الطيور من المنطقة بأسرها. إنها مذعورة من الضوضاء والتفجيرات، ولذا فهى تجفل عند سماع أى شئ".
لا تبعد الجبهة الأمامية للحرب بين تنظيم الدولة الإسلامية والقوات العراقية المدافعة عن شمال العراق سوى 50 كيلومترا، وتحلق طائرات التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة فى أجواء المنطقة.
لا توجد إحصاءات مؤكدة حول أعداد الطيور هنا، لكن الصيادين، الذين ينحدرون من عائلات اعتادت صيد الطيور منذ أجيال، قالوا إن أعداد الطيور تراجعت بشكل كبير.
ويرسل الصيادون الطيور فى أقفاص إلى السوق حيث يحصلون على نحو 85 سنتا للطائر الواحد.
الوضع الحالى فى العراق يجعل العديد من العائلات تقف لمتابعة الطيور، إلا أن القليل منهم لا يزال يبدى رغبة فى شرائها، فيقول محمد جميل، بائع طيور "بسبب الوضع الأمنى وصعوبة الوضع الاقتصادى تراجع الإقبال على إطلاق سراح الطيور".
تراجع أعداد طيور الزرزور التى تصل إلى العراق إلى بضعة آلاف يعد بالكاد أحد أكثر العواقب المدمرة للحرب التى حصدت الآلاف من أرواح البشر، وأجبرت مئات الآلاف على مغادرة منازلهم.
لكن أنور وليد، الذى يقطن مدينة أربيل، قال إنه يشعر بضرورة تحرير الطيور، وتقول عن ذلك "الأمر أشبه بشخص يحتجز سجينا، أو أسيرا وتأتى أنت لتحريرهم".
أعداد الطيور المهاجرة فى العراق تتراجع جراء العنف
الجمعة، 02 يناير 2015 03:27 م
طيور مهاجرة – أرشيفية
سيبران - العراق (أ ب)
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة