سعد الدين الهلالى

«إنا كفيناك المستهزئين»

الأحد، 18 يناير 2015 10:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اصطفى الله تعالى سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم من سائر خلقه ليكون خاتم النبيين وإمام المرسلين، وعصمه فى حياته، فباءت كل محاولات قتله بالفشل، كما قال تعالى: «والله يعصمك من الناس» «المائدة: 67»، كما كفله بعد مماته، فلن تفلح أى محاولة للنيل من شرفه وفضله ورحمته، قال تعالى: «إنا كفيناك المستهزئين» «الحجر: 95»، وسيظل اسم النبى محمد صلى الله عليه وسلم مرفوعًا فى الذكر عبر الدنيا إلى الآخرة، لقوله تعالى: «ورفعنا لك ذكرك» «الشرح: 4».

ولد الرسول صلى الله عليه وسلم يتيمًا، ونشأ فى أسرة مستورة الحال على مرأى ومسمع من قريش التى كانت أعرف الناس به كما يعرفون أبناءهم، وشهدوا له بالكمال الإنسانى حتى لقبوه بالصادق الأمين، ووصفته زوجته السيدة خديجة بأنه يصل الرحم، ويحمل الكلّ «الضعيف»، ويُكسب المعدوم، ويقرى الضيف، ويعين على نوائب الحق.

وعندما ابتعث فى سن الأربعين لم يشأ- بحسب إرادة الله- أن يفاجئ الناس برسالته إلا أن يأخذهم بالتدريج، لأنه كان يدرك خطورة رسالته على أرزاق المتاجرين بالدين الذين حشروا أنفسهم فى علاقة الحجاج بربهم، واحتلوا جدران الكعبة بوضع أصنام صنعوها بأيديهم لغرض مزدوج يجمع بين حجز المكان لاصطياد الحجاج، وجوار الصنم للكعبة، لإيهام الحجاج بقربه من الله بما يؤهله عند عوامهم أن يكون وسيطًا إليه سبحانه فى مغفرة ذنوبهم، وفى سبيل ذلك يتلقى سدنة الأصنام الهبات والهدايا والتبرعات على قدر تسويقهم لمكان أصنامهم من الله تعالى. وهذا ما تعيد الجماعات الإسلامية المعاصرة فعله وإنتاجه بما هو أبشع، فقد اخترعوا وظيفة المتحدث الرسمى عن الإسلام، ثم احتلوها بوضع شعاراتهم الإسلامية التى صنعوها بأيديهم «اللوجو»، لغرض مزدوج يجمع بين حجز الوظيفة الدينية لاصطياد المتدينين والمحبين للدين بالدعم والتأييد والبيعة، وبين حمل الشعار لاسم الإسلام، لإيهام محبيه بأن مشاريعهم التى كتبوها بأيديهم للسيطرة على العباد والبلاد هى من عند الله. وكان من مقتضى انتشار رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن تزول عروش جميع المتاجرين بالدين، وتنتهى خرافات الوساطة بين الناس وبين ربهم، لأن رسالة التوحيد تقوم على أحادية العبادة، فكل إنسان بحسب نيته المنفردة استقلالًا مع الله كما قال تعالى: «وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه» «الإسراء: 13»، وهذا ما تحسبه النبى صلى الله عليه وسلم، فجعل دعوته فى بادئ الأمر سرية، حتى تظهر بالقوة الناعمة رحمة بكل الأطراف، ويستطيع تجار الدين أن يبحثوا عن نشاط شريف يتكسبون منه شيئًا فشيئًا، لكنهم وجدوا مكاسبهم بالدين أكثر ربحًا، وأقل جهدًا، وأرفع منزلة، فأبوا إلا الموت دونها، وهانت عليهم مروءتهم، فنعتوا الرسول صلى الله عليه وسلم بأشنع الأوصاف، بعد أن كان عندهم أكمل الرجال، فقد قالوا عنه إنه شاعر وساحر وكاذب وكاهن ومجنون ومتقول وأبتر، وغير ذلك مما أرادوا به هز ثقته فى نفسه، وصرف الناس عنه، فقد توهموا أنه موظف أو أجير يقبل المقايضة المالية والاجتماعية كما عرضوها عليه بوساطة عمه أبى طالب «إن كنت تريد مالًا جمعنا لك المال، وإن كنت تريد ملكًا ملكناك علينا»، فأجابهم بما لم يحيطوا بعلمه إنه رسول نبى لا يملك إلا الأمانة فى تحرير الإنسانية ممن حشروا أنفسهم بين الله وخلقه، فقال لعمه: «والله لو وضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه»، فجمعوا أمرهم على تصعيد الأذى قولًا وفعلًا، والتزم النبى صلى الله عليه وسلم بمهام رسالته، ولم يشغل نفسه بمعارك جانبيه، إنما صرف كل همته فى السير قدمًا إلى الأمام، آخذًا بالأسباب التى تحميه من الإعاقة التى يهدفون إليها، فترك السفهاء يتكلمون إذا كان مبلغ ضررهم كلامًا، أما إذا نفذ ضررهم إلى تهديد الأمن، أو تحدى القانون فقد كان أشد الناس حسمًا لقطع دابرهم، وإقامة القانون «العهد». ونفصل هاتين الصورتين، ثم نذكر مذاهب الفقهاء فى حكم من سب الرسول صلى الله عليه وسلم بعد رحيله.

أولًا: السفاهة التى تنتهى إلى كلام
اعتمدت السيرة النبوية فى مواجهة السفاهة التى تنتهى إلى كلام دون إعاقة لمسيرة البناء، وترك حسابهم إلى الآخرة على عموم قوله تعالى: «خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» «الأعراف: 199»، وهذا الإعراض وإن كان مؤلمًا لصاحبه فإن حسبه الله الذى لم يسلم من أذى الجاهلين، كما قال تعالى: «إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلهًا آخر فسوف يعلمون ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين» «الحجر: 95-99»، كما يمكن معالجة بعض السفاهات بالنصيحة والموعظة الحسنة بفضل الكلمة الطيبة، والتحذير من الكلمة الخبيثة، كما فى قوله تعالى: «ألم تر كيف ضرب الله مثلًا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء» «إبراهيم: 24-27»، وكما فى الأحاديث التى منها ما أخرجه الشيخان عن ابن مسعود أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»، وما أخرجه أحمد وابن حبان عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش»، ومن أمثلة تمرير النبى صلى الله عليه وسلم للسفاهات التى مبلغها كلام ما يلى:

1 - قوله تعالى عن المنافقين: «ومنهم الذين يؤذون النبى ويقولون هو أذن قال أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم» «التوبة: 61».

2 - أخرج الشيخان عن جابر بن عبد الله قال: كنا فى جيش فكسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال الأنصارى: يا للأنصار، وقال المهاجرى: يا للمهاجرين، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ما بال دعوى الجاهلية»؟، قالوا: يارسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال صلى الله عليه وسلم: «دعوها فإنها منتنة». فسمع بذلك عبد الله بن أبى بن سلول فقال: فعلوها أما والله لإن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فبلغ ذلك النبى صلى الله عليه وسلم، فقام عمر فقال: يارسول الله دعنى أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «دعه، لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه».

3 - أخرج الشيخان عن عبدالله بن مسعود قال: لما كان يوم حنين آثر النبى صلى الله عليه وسلم أناسًا فى القسمة فأعطى الأقرع بن حابس مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى أناسًا من أشراف العرب فآثرهم يومئذ فى القسمة. قال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله، فقلت: والله لأخبرن النبى صلى الله عليه وسلم فأتيته فأخبرته، فقال: «فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله، رحم الله موسى قد أوذى بأكثر من هذا فصبر».

4 - أخرج الشيخان عن عائشة قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليكم، قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: وعليكم السام واللعنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مهلًا يا عائشة فإن الله يحب الرفق فى الأمر كله». فقلت: يارسول الله أولم تسمع ما قالوا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «أولم تسمعى أنى أرد ذلك عليهم فأقول وعليكم». وفى رواية للبخارى، قال: «مهلًا يا عائشة عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش»، فقالت: أولم تسمع ما قالوا؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «أولم تسمعى ما قلت رددت عليهم فيستجاب لى فيهم ولا يستجاب لهم فى».
ثانيًا: السفاهة التى تهدد الأمن وتعتدى على القانون «العهد»

اعتمدت السيرة النبوية فى مواجهة السفاهة التى تهدد الأمن أو تعتدى على القانون «العهد» أن تقطع دابرها لتقيم القانون فى الدنيا، عملًا بقوله تعالى: «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون» «البقرة: 179»، وقوله تعالى: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيا ولهم فى الآخرة عذاب عظيم» «المائدة: 33»، وقوله تعالى: «إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئًا ولم يظاهروا عليكم أحدًا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين» «التوبة: 4»، ومن أمثلة السفاهات التى تصدى لها النبى صلى الله عليه وسلم لإقامة الأمن والقانون ما يلى:

1 - أخرج الشيخان عن جابر بن عبد الله أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله؟» فقال محمد بن مسلمة: أتحب أن أقتله يارسول الله؟ قال: «نعم»، فذهب إليه وبعض أصحابه فقتله.

قال الإمام البغوى فى «شرح السنة»: وكان كعب بن الأشرف ممن عاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا يعين عليه أحدًا ولا يقاتله، ثم خلع الأمان ونقض العهد ولحق بمكة وجاء معلنًا معاداة النبى صلى الله عليه وسلم، يهجوه فى أشعاره ويسبه، فاستحق القتل لذلك.

وقال الخطابى فى «معالم السنن»: كان كعب بن الأشرف يهجو الرسول صلى الله عليه وسلم ويحرض عليه، فعاهده ألا يعين عليه ولحق بمكة ونقض العهد، وجاء معلنًا بمعاداة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحق القتل لغدره، ولنقضه العهد مع كفره.

وقال ابن سعد فى «الطبقات الكبرى»: كان كعب بن الأشرف من يهود المدينة الذين عاهدهم الرسول صلى الله عليه وسلم على النصر والنصرة، فلما كانت وقعة بدر التى انتصر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم كبت وذل، وقال: بطن الأرض خير من ظهرها اليوم، فخرج حتى قدم مكة فجعل يبكى قتلى قريش ويحرضهم بالشعر على النبى صلى الله عليه وسلم، ثم قدم المدينة فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «اللهم اكفنى ابن الأشرف بما شئت»، فى إعلانه الشر وقوله الأشعار.

2 - أخرج أبو داود بإسناد ضعفه الألبانى عن على، أن يهودية كانت تشتم النبى صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت، فأبطل رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها.

وأخرج أبو داود بإسناد صححه الألبانى عن ابن عباس أن أعمى كانت له أم ولد تشتم النبى صلى الله عليه وسلم وتقع فيه فينهاها فلا تنتهى، ويزجرها فلا تنزجر، فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع فى النبى صلى الله عليه وسلم وتشتمه، فأخذ المعول «سيف قصير» فوضعه فى بطنها، واتكأ عليها فقتلها، فوقع بين رجليها طفل فلطخت ما هناك بالدم، فلما أصبح ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فجمع الناس فقال: «أنشد الله رجلًا فعل ما فعل لى عليه حق إلا قام»، فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل حتى قعد بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: «يارسول الله أنا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهى وأزجرها فلا تنزجر، ولى منها ابنان مثل اللؤلؤتين وكانت بى رفيقة، فلما كانت البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المعول فوضعته فى بطنها واتكأت عليها حتى قتلتها، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: «ألا اشهدوا أن دمها هدر».

أما الحديث الأول عن على فقد ضعفه الألبانى ومن قبله الضياء المقدسى، وعلى التسليم بصحته فهو نفسه الحديث الثانى الذى رواه ابن عباس لاتحاد القصة، كما أشار إلى ذلك الإمام أحمد عند بعض الشراح، ثم إن النبى صلى الله عليه وسلم كان قد وادع يهود المدينة بعد هجرته إليها على أن تكون لهم النصرة ومنهم النصرة، فمن خان العهد استحق جزاءه. كما أن المرأة التى قتلها الأعمى كانت أم ولد، يعنى جارية مملوكة تسرى بها وأنجب منها فصارت أم ولد، ولا يجوز القصاص من الحر إذا قتل مملوكة بالإجماع، لعدم التكافؤ، ولعموم قوله تعالى: «الحر بالحر والعبد بالعبد» «البقرة: 178»، وتعليمات السيد لمملوكيه هى قانونهم الواجب الاتباع بحسب المستقر عليه فقهًا وعرفًا، فلما خالفت أم الولد سيدها أقام عليها حكمه بالقانون الذى يعتقده، فأقره النبى صلى الله عليه وسلم إنفاذًا للقانون.

ثالثًا: مذاهب الفقهاء فى حكم من سب الرسول صلى الله عليه وسلم بعد رحيله
إذا وقع السب للنبى صلى الله عليه وسلم، والعياذ بالله، من مسلم جرى عليه حكم الردة الذى يوجب الاستتابة أبدًا عند بعض السلف، منهم عمر والنخعى والثورى، ويوجب الاستتابة للنساء، والقتل للرجال عند الحنفية، ويوجب القتل بعد الاستتابة عند الجمهور.

أما إذا وقع سب النبى صلى الله عليه وسلم، والعياذ بالله، من غير مسلم فإن كان محاربًا فلا حكم له، لأنه على حربه، وإن كان معاهدًا فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى وجوب قتله إلا إذا أسلم، عملًا بظاهر ما أخرجه البخارى عن جابر فى قتل كعب بن الأشرف الذى كان يهجو النبى فى أشعاره، وما أخرجه أبو داود عن ابن عباس فى الأعمى الذى قتل أم ولده التى كانت تشتم النبى صلى الله عليه وسلم. وقد تبين من التحقيق أن قتل ابن الأشرف كان لخيانته العهد وغدره، ولم يكن من أجل سب النبى صلى الله عليه وسلم، كما تبين أن قتل الأعمى لأم ولده لكونها مملوكته، ويسرى عليها قانونه الذى كان واجب التطبيق. وذهب أبو حنيفة واختاره الطحاوى ومال إليه الصنعانى صاحب «سبل السلام» إلى القول باستتابة المعاهد الذى يسب النبى صلى الله عليه وسلم، والعياذ بالله، وأنه لا يقتل، لإقراره على دينه، وعدم إيمانه برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مع أن إنكار رسالته اتهام له بالكذب، والكذب من أقبح الشتائم، ومع ذلك فإنهم لا يقتلون، فكان من باب أولى عدم قتلهم بهذه التهمة.. أقول: كل الأقوال الفقهية تخضع لقاعدة الإمام الشافعى: « صواب يحتمل الخطأ، أو خطأ يحتمل الصواب»، ليتحمل المسلم المسؤولية فى الاختيار الفقهى بما يستوجب عليه مراعاة المصالح والمآلات وأعراف الناس فى عصره دون تقديس لقول فقهى على تلك المصالح.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة