تعبنا من الكلام عن تجديد الخطاب الدينى، وتعبنا من الكلام عن أن تجديد الخطاب الدينى لا يصلح وحده دون حياة ديمقراطية، تعبنا من الكلام عن العصور الوسطى حين كانت الكنيسة تحكم، وتجعل من الحاكم ظل الله على الأرض، وكيف احتاج التخلص من ذلك إلى ثورات، أشهرها طبعًا الثورة الفرنسية التى سبقها عصر من التنوير، عصر الكتابات الداعية إلى الحرية، وفصل الدين عن السياسة، عصر فولتير، وديديرو، وجان جاك روسو.. أرى حولى القتل بلا معنى حقيقى، غير ما فى ذهن مرتكب الجريمة، وأرى حولى شعارات عن الحكم الإسلامى دون أن يرى أحد ما فعلت طالبان، وما يحدث فى السودان، وما تفعله «بوكو حرام» فى نيجيريا، وما يحدث فى العراق وسوريا.. خلاص، استطاعت داعش، وجبهة النصرة الاستيلاء على أراض فى سوريا والعراق، ويقيمان الآن دولة الإسلام، والعالم يتفرج، أو يدعى أنه يحاربهما.. ماذا ظهر لنا من داعش، سبى النساء، وقتل تارك الصلاة، وعادة يكون متأخرًا أو مريضًا، لأننى لا أظن أن أحدًا بعد استيلاء داعش أو جبهة النصرة على الأرض سيفكر فى ترك الصلاة.. تاريخ الإرهاب ومن صنعوه قديم منذ السبعينيات، ساهمت فيه أمريكا بالدور الأكبر فى حربها الباردة مع الاتحاد السوفيتى، فهى التى كانت وراء تسليح طالبان، ومصر للأسف معها والسعودية.. تدريب عسكرى فى مصر، وجمع أموال هناك فى المملكة.. هؤلاء الذين صاروا بعد ذلك يسمون «العائدون من إفغانستان»، كان لأمريكا هدف أولى هو زعزعة الاتحاد السوفيتى، وقد حدث وانتهى الاتحاد السوفيتى، ثم صار لها هدف ثان، هو زعزعة الاستقرار فى المشرق العربى، والعودة به إلى العصور القديمة، أرض منتجة للبترول والمواد الخام بلا بشر حقيقيين، بلا حياة عصرية.. تعبنا من التفسير والشرح، أريد اليوم أن أبتعد وأتحدث عن أبشع ظاهرة تحدث فى العراق، وهى سبى النساء.. داعش قامت وتقوم بسبى نساء النصارى والنساء الإيزيديات، الإيزيديات هن الأكثر، بلغ عددهن حتى الآن قرابة خمسة آلاف، ومع غزو داعش لسنجار فى الثالث من شهر أغسطس 2014 قاموا باختطاف أكثر من خمسة آلاف امرأة وطفل ورجل، لم يعد منهم سوى حوالى خمسمائة شخص، غالبيتهم من الأطفال والرجال، كما جاء فى تحقيق للكاتبة حنان زبيس فى جريدة الحياة اللندنية. وبحسب شهادات الناجين، فإن غالبية الرجال الأحياء الآن فى سجون فى الموصل، وتلعفر، فيما غالبية النساء ما زلن سبايا وجوارى فى عدة مدن وبلدات يسيطر عليها داعش فى العراق وسوريا، ومصير المئات من الأطفال مايزال مجهولًا، هل يمكن أن يتخيل أحد مصير هؤلاء الفتيات والنساء؟، يبعن فى الأسواق، ويتم توزيعهن على الرجال لمعاشرتهن باعتبارهن ممن ملكت أيمانهم، هل يمكن أن يتقبل أحد هذه الجريمة الآن فى القرن الواحد والعشرين؟!
دعونا من القتل والتفجير والعمليات الانتحارية، وكل ما يفعله هؤلاء الذين يرفعون راية الإسلام، دعونا الآن فى هذه الجريمة التى تمر علينا وعلى العالم كأنها أمر عادى.. أختك أو أمك أو زوجتك أو ابنتك.. تعلمت وكافحت من أجلها وصارت يافعة أو صبية، تزوجت وأنجبت، وصار لها بيت وأسرة، أو لم تتزوج وانتهت من تعليمها، أو حتى لم تتعلم وتعمل فى الحقل، وتنتظر يوم عمرها، يوم زفافها، ثم يأتى من يخطفها منك باعتبارها حلالًا له، يبيعها فى سوق النخاسة، ومن لا يبيعها يهديها لزميله فى الإجرام الذى قام بخطفها معه.. هل تتخيل حال العائدات منهن بعد أن استطعن الهرب؟ كيف يعشن بعد أن مرّ عليهن رجال منحطون عاشروهن بالقوة والرعب حتى الخضوع؟ هل تستقيم لهن الحياة؟ وخلال ذلك ضرب وتعذيب لاعتناق الإسلام، وفى كل الأحوال يتم توزيعهن أو بيعهن فى النهاية.. هل تتخيل كيف يجبر من كان له بيت أن يعتبر مأواه الجديد هو بيته، وينسى ماضيه، ويبدأ حياة الرقيق مع خاطفيه تحت القتل والرعب؟، ذلك يحدث للنساء فى العراق، ومن الذى يفعل ذلك؟!، مسلمون يقولون إنهم الإسلام، ومتطوعون معهم من بلاد أخرى كأفغانستان أو غيرها يصبحون هم ملاك البيت وأهل الدار، بينما يتم طرد أهل الدار الأصليين، أو سبى نسائهم، أو اعتقال رجالهم ثم قتلهم.. مئات نجحن فى الهروب، ومئات حاولن الانتحار قبل أن يهربن، ومئات يعشن فى صمت بعد الهرب مع أشباح الرعب والخوف، كل ذنبهن أنهن نساء.
لقد أصدرت داعش لمقاتليها ما يجعلهم يفعلون ذلك بحماس دينى، فكل النساء الكتابيات– مسيحيات أو يهوديات– والوثنيات يجوز للمقاتلين نكاحهن، سواء كن عذارى أو غير ذلك، ثم يصرن إماء، يجوز لهم التصرف فيهن بالبيع والشراء، ويتم ذلك فى بيوت خصصت لذلك- يتردد عليها المشترون- بعد نكاح الجنود، والتخلى عمن لا يريدون الإبقاء عليهن. وطبعًا يفضل المشترون صغيرات السن، بضاعة ولسن بشرًا، وبنات مواطنات، الأرض أرضهن، والبيوت بيوتهن، وأسرهن التى قتلت داعش رجالها. كم فتاة حاولت الانتحار بخنق نفسها بما ترتديه من طرحة أو شال؟ وكم فتاة استطاعت أن تصل إلى سكين لتقطع شرايينها، فهى التى عاشت بين أهلها تجد نفسها بين غرباء، وفى وضع قرأت يومًا أنه تاريخ قديم انتفض ضده العالم وانتهى عصر الرقيق؟.. يتناوب على المرأة الواحدة الكثير من المقاتلين، ويتم تمريرها فيما بينهم بأثمان بخسة.. حددت داعش أسعار السبايا، والتى تختلف وفقًال سن الفتاة وجمالها، فالأغلى ثمنًا هن اللواتى تقل أعمارهن عن تسع سنوات، وفى أسفل السلّم تأتى التى يزيد عمرها على أربعين سنة.. طبعًا ينتقل المشترى بما اشتراه إلى أى مكان يريده داخل العراق أو خارجها، بعضهم يذهب إلى سوريا وأفغانستان أيضًا.. التفاصيل كثيرة عن سوق الرقيق من النساء، لن أخوض فيها، لكننى سأسأل السؤال الغائب: هل ذنب المرأة أن خلقها الله كذلك، أم ذنبها أنها خلقت فى هذه البلاد؟ وهل هذه البلاد كانت لداعش أم لهن وأهلهن منذ آلاف السنين قبل حتى ظهور الإسلام؟!.. كيف يسكت العالم عن ذلك؟، ومتى تنتهى المسرحية الغبية التى تقوم بها أمريكا، مصورة للعالم أنها تضرب داعش وتدعو لضربها وهى صانعة الإرهاب، والتى لم يكلف رئيسها نفسه بالذهاب لمشاركة الشعب الفرنسى فى الاحتشاد من أجل الدفاع عن حرية التعبير، وإعلان رفضه للإرهاب.. طبعًا لأنها صانعة الإرهاب، طيب.. أين ذهبت حقوق الإنسان وحقوق المرأة؟ وكيف يعيش العالم راضيًا بهذه الجرائم ضد الله الذى خلق الرجال والنساء لإعمار الدنيا؟، هل ذنب النساء أن الله خلقهن كذلك؟!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ماجد المصري
بل هو امر الله
بل هو امر الله الذي اوحي بذلك
عدد الردود 0
بواسطة:
ايه ده
خيال مؤلف
عدد الردود 0
بواسطة:
Rody
هذا هو الاسلام
أليس هذا هو الإسلام ألم تقم الغزوات الاسلاميه على هذا النحو المرأه انضمت وستبقى مظلوما للإسلام والذي يقول عكس هذا فهو باطل