حنان شومان

اسمى محمد ولكنى مضطر أن أكون "مو"

الجمعة، 16 يناير 2015 10:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اهتزت فرنسا وعاصمتها مدينة النور لجريمة قُتل فيها اثنى عشر شخصًا، وهى بالتأكيد جريمة نكراء إرهابية لا يقبل بها كائن من كان إلا مجنونًا أو إرهابيًا، وباهتزاز فرنسا اهتز العالم ونشرات الأخبار العالمية وصارت صحيفة ساخرة توزع أعداد بالمئات أو الآلاف على أكثر تقدير توزع بالملايين، وقرر أغلب قادة العالم أن يشاركوا فى مظاهرة تجوب شوارع باريس تنديدًا بالإرهاب، ولم يظهر أوباما فى هذا التجمع فناله بعض الهجوم وظهر نتنياهو الإرهابى الأعظم فراح البعض وخاصة العرب والمصريين ينكتون على ظهوره إلى جانب أبو مازن، واشتعلت المواقع الاجتماعية بهاشتاج "كلنا شارلى" وراح العرب قبل الغرب يشاركون فى هذا الهاشتاج، وتمخض عقل نقيب الصحفيين المصريين عن وقفة على سلالم نقابة الصحفيين المصرية ترفع شعار "شارلى وحرية التعبير"، ودبجوا المقالات التى تهاجم الإرهاب والإرهابيين ووجدها البعض فرصة لكى يُذكر الغرب بأن من يأوى الثعبان لا يأمن من لدغه، وكأنهم ناصحون، واستغلها البعض فرصة ليذكر اسم السيسى بين قوسين ويتحدث عن حكمته التى يجب أن يقتضى بها العالم فى محاربة الإرهاب، وخرجت تنديدات بالإرهاب ونفى علاقته بالإسلام من قبل بعض المؤسسات الدينية الرسمية تماثل تنديدات بان كى مون الدائمة التى يتقاضى عليها مرتبه. هذا هو تلخيص أتمنى ألا يكون مخلًا بحالة العالم وإعلامه وحالنا منذ حادثة شارلى.

وعجبًا أن نفس هذا الاهتمام بقتلى باريس فى إعلامنا أو مواقعنا الاجتماعية لم يقابله أدنى اهتمام بالجانب الآخر من القصة وهى موت أحمد مرابط الفرنسى المسلم الذى وقف يحمى جريدة تسخر من عقيدته وتوازيها بالإرهاب، ونفس هذا الإعلام والدموع لم تُذرف على 54 موقعًا إسلاميًا ما بين مساجد ومدارس ومراكز ثقافية مسلمة تم الاعتداء عليها فى فرنسا.

صحيح أن الرئيس الفرنسى هولاند والمستشارة الألمانية ميركل قد صرحا كما رئيس وزراء فرنسا أن الإسلام برىء من هذه الأفعال ولكن يظل الواقع يشير بأصابع الاتهام لكل ما هو مسلم ويربطه بالإرهاب، ونحن أهل الإسلام وكثير من المتحدثين الرسميين باسمه لا يفعلوا شيئًا غير ترديد كلمات مجرد كلمات بلا فعل حقيقى للذود عن هذا الدين الحنيف الذى "مرمطنا اسمه" وهو خاتم الأديان ومتمم الرسالات.

هل الصراع فى مصر صراع بين العسكر وأهل الدين كما يصوره البعض أم هو صراع بين الدولة والإرهاب؟ وأنا أظن بل أجزم أنه الصراع الأخير وليس الأول لأنه حتى حين كانت جماعة الإخوان تحكم كان رئيسهم يريد الحفاظ على المخطوف والخاطفين، إذًا صراعنا فى مصر صراع مع الإرهاب ولكننا اكتفينا بالحديث مع أنفسنا كل ليلة وداخل وسائل إعلامنا وخرج بعض الشيوخ الرسميين أيضًا يتحدثون "كمن توجد بطحة على رأسه"، وتكاسلت كل أجهزة الدولة الداخلية والخارجية فى تسويق ما نتعرض له من إرهاب، وأغلبنا مسلمون. ولكننا دولة وشعب رحنا نذرف الدمع على شارلى ولم نسوق صورة واحدة لمجزرة كرداسة أو غيرها من صور الإرهاب التى نعيشها، الغرب اليوم يذرف الدمع وهو من احتضن الإرهابيين وصنعهم على عينه وأمدهم بالسلاح، ونحن نشاركهم فى الدموع سريعًا لكى ننفى عن أنفسنا التهمة وهى سيكولوجية مريضة تحتاج لعلاج.

لدينا أجهزة تعمل فى الخارج تتكلف المليارات ولا حس لها ولا خبر، ولدينا الأزهر قبلة المسلمين فى العالم وهو "محتاس" فى معركة داخلية حول المناهج الدراسية ومعارك وكيله الذى يتهموه تارة بكونه إخوانًا أو أشياء أخرى. وبينما يقول الغرب على لسان مسئوليه إن الحرب ليست على الإسلام والعرب ولكنها على الإرهاب، نجد أن دولة مثل إسبانيا بداية تطرد مئات من الجزائريين من أعمالهم لمجرد أنهم عرب مسلمون فى الأصل وهى أو غيرها للعجب لا تطرد هنودًا مسلمين أو من بنجلاديش مثلاً، فقط العرب المسلمين وربما غير المسلمين من العرب هم من يدفعون الثمن ونحن نشجب ونندد والسلام عليكم.

لماذا يستطيع الصهاينة استغلال كل حادثة لصالحهم وكل حركة أو سكنة ولا نستطيع نحن العرب فعل ذلك أو حتى أقل منه؟ لماذا تنتج الهند الدولة التى يرأس وزراءها هندوسى فيلم عنوانه "اسمى خان ولست إرهابيًا"؟ لماذا نبكى على شارلى ولا نهتم بأحمد؟ لماذا ندافع عن حقهم فى حرية التعبير ولا ندافع عن حقنا فى اعتناق ما نريد؟ لماذا لا يرفع ملياردرات المسلمين العرب قضية مدنية على جريدة خايبة تصر أن تهزأ بعقيدتهم كما يفعل الصهيانة ضد كل من تسول له نفسه بكلمة تبدو فيها معادة للسامية أو إنكار المحرقة؟ لماذا يحدثنى ابنى محمد من أوروبا التى يدرس بها ويقول لى "الآن مضطر أن يكون اسمى (مو) وليس محمد لأننا بندبهل" .....لماذا؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة