اختتمت مساء أمس الثلاثاء فعاليات الاحتفالية بمرور مائة عام على ميلاد المفكر والكاتب الكبير لويس عوض، حيث عقدت الجلسة الختامية بقاعة الفنون بالمجلس الأعلى للثقافة على المائدة المستديرة، ثم تبعها حفل موسيقى عقب انتهاء الجلسة.
أدار المائدة الأستاذ الدكتور مراد وهبة، وشارك بها كل من: الدكتورة منى أبو سنة، والدكتور بشير السباعى، والدكتور محمد بدوى، والدكتور ممدوح حبشى، وتناولت الجلسة البحث الذى قدمه الدكتور مراد وهبة عن "محمود شاكر ولويس عوض الصراع بين الأصولية والعلمانية".
وأكد الدكتور مراد وهبة أن الذى دفعه إلى إثارة العلاقة الغريبة بين محمود شاكر ولويس عوض هو محمود شاكر نفسه، عندما قرأت كتابه المعنون "أباطيل وأسمار" وهو عبارة عن خمس وعشرين مقالة كتبها فى مجلة الرسالة ثم طبعت فى عام 1965، والغاية من كتابتها هو الدفاع عن الأمة العربية الإسلامية، وقد قام بهذا الدفاع لأنه كان المسئول وحده عن تأدية هذا الدفاع وهو دفاع يعنى هتك الأستار المسدلة التى عمل من ورائها رجال كانت غايتهم أن يحققوا للثقافة الغربية الوثنية كل الغلبة على عقولنا وعلى مجتمعنا مع أن عقولنا هى التى صححت فساد الحياة البشرية، ثم هو دفاع ضد عدو خفى وماكر، وهو كذلك لأنه مارس عداوته فى أخطر ميدان وهو الثقافة، وأن الذين مارسوا هذه العداوة هم رجال من الأمة العربية الإسلامية، وفى صدارتهم إنسان من أهل هذا الزمان كان قادرًا على أداء مهمته فى هذا العدوان وهذا الإنسان هو "لويس عوض".
كما ناقش الدكتور مراد وهبة عدة محاور مثل ماهية لويس عوض عند محمود شاكر، وماذا فعل لويس إلى شاكر ليصفه بالشرلتان "الدجال"، بالإضافة إلى ما فعلته ثقافة اليقظة بثقافة الغافية، وأكد وهبة أن الصراع بين الأصولية والعلمانية المتمثلة فى الصراع بين محمود شاكر ولويس عوض ستظل هى قضية الصراع فى ما تبقى من القرن الواحد والعشرين، وحسمها مرهون بالانحياز لمسار الخضارة الإنسانية فى تطورها من الأسطورة إلى اللوغوس.
تحدث الدكتور بشير عيسى أن هذه المناسبات تكون مثمرة جدا فالإشكاليات التى تمت مناقشتها فى زمن ما وما زالت مطروحة وترتدى أشياء جديدة وأن تثار هذه الإشكاليات مرة أخرى وأن نناقشها فى ضوء اللحظة التاريخية لهو أمر طريف، كل الأشياء وكل الظواهر التى نتحدث عنها لم تخرج جاهزة من معدن التاريخ فلا الأصولية ولا العلمانية خرجت جاهزة ولو تصورنا الأمور بهذه الطريقة فهذا معناه أنه ليس هناك تاريخ للفكر، إن التاريخ يعنى وجود عملية مركبة تقود إلى تبلور تيار أو آخر وهل أزمة الهوية الموجودة فى مصر الآن حقيقية أم ليست حقيقية.
وعقبت الدكتورة منى أبو سنة أن أمثال محمود شاكر موجودون فى الثقافة الأوروبية فهناك بعض من يؤمنون برد المعنى إلى المعنى الأصلى والأولى وهذا من بعض تيارات علم التأويل ولا ينبغى أن نستبعد فكر محمود شاكر مادام يتضمنه علم التأويل، ويقابل هذا الفكر تيار آخر يدعو إلى فهم نصوص القرآن بأن لها معنى ظاهر ومعنى باطن منها مدرسة ابن رشد وأنا أرى أن مثل هذه التيارات لا ينبغى أن نقيم عليها أحكام بل ينبغى علينا أن نؤرخها.
مثقفون: هزيمة 1967 دفعت لويس عوض لكتابة تاريخ مصر الحديث
أحمد عبد المعطى حجازى:الاعتقال لم يؤثر فى فكر لويس عوض
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة