ما حقيقة ما يحدث فى هرم زوسر المدرج؟ وما مدى صحة المعلومات عن تجاوزات الشركة المسؤولة عن ترميم الهرم واستخدامها مواد وأساليب ترميم تضر بالأثر التاريخى؟ وما مصداقية الأنباء عن سقوط عدد من الأحجار الداخلية من الهرم؟، وزارة الآثار أصدرت بيانات سريعة تنفى سقوط أى حجارة من الهرم المعروف بهرم سقارة المدرج، وقالت إن كل شىء تمام، والشركة التى تتولى الترميم شغالة بصورة جيدة، لكن مسؤولين بقطاعات أثرية مهمة انتقدوا عمل شركة الترميم واتهموها باستخدام مواد مخالفة تضر ببنية وأحجار الهرم التاريخى، الأمر الذى أدى حسب تصريحاتهم المعلنة إلى تساقط عدد من أحجار الهرم الداخلية وهو مؤشر خطير ينذر باحتمال انهيار الهرم كليا.
إجمالا الحقيقة تائهة، لم يمسك بها بيان وزارة الآثار ولم تجسدها تصريحات الوزير فى ظل التحذيرات المتتالية للمتخصصين، خاصة أننا لدينا تجارب مأساوية فى ترميم الآثار الفرعونية والإسلامية حسب نظرية (المصريين أهمه)، وأبوالهول يشهد وقباب القلعة التى اكتست باللون الفضى لإخفاء الأسمنت الذى رمموها به تشهد كذلك على استسهال مسؤولين سابقين، فهل ننتظر مطمئنين إلى النفى الروتينى الرسمى حتى نصحو على انهيار الهرم، لا قدر الله، وما معنى أن تظل شركة واحدة مسؤولة عن ترميم أثر فريد ومهم مثل هرم زوسر المدرج لمدة ثمانى سنوات دون أن تنتهى من عملها؟ وهل يمكن أن يخرج علينا السيد وزير الآثار ليعلن بوضوح البرنامج الزمنى لترميم هذا الهرم وما أنجزته الشركة المسؤولة ومتى ينتهى الترميم، ومن يحاسب الشركة حال ارتكابها مخالفات؟ وما إمكانية عقد مؤتمر صحفى عالمى من داخل الهرم أو بمحيطه الخارجى لطمأنة العالم كله المشغول والمهتم للأسف بآثارنا أكثر من اهتمام بعض مسؤولينا الذين يتصورون أن أى استفسار ما هو إلا تدخل سافر فى صميم عملهم ومحض هجوم عليهم؟
من حق المصريين أن يعرفوا طبيعة ما يهدد آثارهم الخالدة، ومن حق العالم أن يعرف مصير هذا التراث الإنسانى الفريد بدلا من تقارير الصحفيين الأجانب التى تؤكد على أمر واحد: أننا لا نستحق أن يكون لدينا الكنوز الأثرية، والعجيب، التاريخية الموجودة على أرضنا والشاهدة على عظمة أجدادنا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة