البيان الذى أصدره، أمس، محمود حسين، أمين عام جماعة الإخوان الهارب فى قطر، يؤكد للمرة الألف أننا أمام عصابة مسلحة تستهدف خطف الدولة مرة أخرى بعد أن فقدتها بسبب غبائها السياسى وجهلها التاريخى، فتأمُل صياغة البيان يثبت أن من كتبوه لا يمثلون سوى عصابة تحرض أعضاءها على إيذاء الشعب وممارسة العنف والتخريب ضد مؤسسات الدولة، وتهددهم بالطرد إذا حاولوا التملص من تنفيذ خطط هذه العصابة.
اللافت أن أمين الجماعة أصدر هذا البيان بعد أن تناثرت أخبار عن مبادرات للمصالحة أطلقها بعض السياسيين غير المحسوبين بشكل مباشر على الجماعة، ولما شعر قادة العصابة أن الشعب رفض التصالح مع الغدارين فإنهم أصدروا هذا البيان الذى يحاول أن يمحو عن الجماعة/ العصابة فكرة التنازل عن الوهم الذى يعيشون فيه، وهو وهم أنه خسروا السلطة بانقلاب، ولن يفهموا أبدا أنهم فقد السلطة بثورة شعبية عارمة.
كل من يتأمل بحياد أدبيات الجماعة وسلوكها قبل مرسى وبعده، ومنذ مؤسسها الأول حسن البنا، يتضح له أنه أمام عصابة تتشح برداء الدين لتؤثر فى الصبيان والبنات وتجند فى خدمتها جيشا من الصغار الذين لم يقرأوا شيئا ولم يطلعوا على آراء أو أفكار أخرى، والهدف واضح ومحدد، وهو السلطة بكل رونقها وهيلمانها وأموالها.
طوال 86 عاما لم تقدم الجماعة/ العصابة رجلا واحدا متميزا فى أى مجال من مجالات الإبداع، فلا عالم ولا مخترعا ولا مفكرا ولا فيلسوفا ولا رساما ولا شاعرا ولا روائيا ولا ناقدا.. لا شىء، وهل تتوقع أن ينبثق رجل موهوب من عصابة جاهلة؟
المحزن أن شبابًا كثيرًا – خاصة فى الأقاليم الفقيرة – انخدع فى مقولات العصابة، وانضم لها منذ صباه، حتى أصبح أسير فكرها الفاسد ورؤيتها الضيقة، حتى وإن حاول بعضهم التملص من هذا الانتماء المشبوه من باب التقية.
لا أمل فى اقتلاع جذور هذه الفكرة الفاسدة إلا بتحقيق العدل الاجتماعى وتعزيز حرية الفكر والإبداع والبت سريعا فى إصدار أحكام رادعة على قادة الجماعة/ العصابة لتطوى مصر صفحة أسوأ تنظيم إجرامى على مر التاريخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة