المكان: غزة - فى فلسطين الشقيقة
الزمان: 23 أغسطس 2014م - أثناء العدوان الإسرائيلى على غزة
المشهد: فى الطابق الثامن من برج الظافر غرب مدينة غزة، وبتحديد وفى الشقة رقم 29
الشخصيات: محمد وأسماء
لكن هناك مشهد يسبق هذا المشهد بأيام قليلة، سأتحدث عنه حتى يكتمل الكادر وتكتمل الصورة جيداً، والمشهد لنفس المكان ولنفس الأشخاص.
محمد العريس، وأسماء العروسة، ذهب الاثنان قبل العدوان الإسرائيلى على غزة بأيام قليلة إلى أحد معارض الموبيليا – الأثاث – ليستكملوا آخر ما تحتاجه الشقة الخاصة بهم من أثاث ومفروشات، وقعت عينهم على حجرة نوم جميلة ورائعة، وكانت اختيارهم معاً وهم فى قمة الفرح والسعادة بأن زفافهم أوشك على الاقتراب.
تم نقل الأثاث إلى الشقة الجديدة فى برج الظافر غرب غزة، وأثناء نقل الأثاث يخدش الدولاب الخشبى والحائط بخدش بسيط، لكن هذا الخدش أزعج محمد العريس كثيراً، وراح يتصارع مع عمال التحميل ويسبهم ونشبت بينهم مشكلة كبيرة حول هذا الخدش البسيط.
راحت أسماء تراضى محمد عريسها، لكن محمد كان منزعجا للخدش الذى أصاب الحائط وطقم غرفة النوم التركى، والعمال تقوم بإدخاله إلى "بيت الزوجية"، لم تنجح محاولات خطيبته أسماء فى تهدئته، فهو يريد بيتا "لا تشوبه شائبة"، وغرفة نوم يتباهى بروعة "تصميمها" إلى الأبد.
هذا ما حدث مع محمد وأسماء قبل موعد زفافهم بقليل، حتى جاء اليوم الموعود يوم 23 أغسطس والمشهد المؤلم الذى جعل محمد يندم على غضبه على خدش بسيط أصاب دولاب حجرته الجديدة أثناء نقلها إلى الشقة، لكنه اليوم يقف على أنقاض البرج الذى أحالته الطائرات الإسرائيلية إلى جبلٍ من الركام، وأسقطت طوابقه الـ13 أرضا، لم تترك لهم الطائرات الإسرائيلية شيئا حتى ولو الدولاب المختوش.
راح يبكى ويصرخ هو وخطيبته أسماء على الشقة التى أصبحت كوما من الرماد، قبل زفافهم بأيام قليلة، الشقة التى وضعوا فيها تحويشة عمرهم، فالعدوان الإسرائيلى على غزة لم يجعل أثرا لغرفة النوم المخدوشة، المجهّزة بكل تفاصيلها، فقد دمرت هى و"شقة الحلم"، وسارت خراباً.
لكن ليس بإمكان محمد الآن أن يصرخ، أو يصيح غضباً، فالحديث لا يدور عن خدش أصاب الدولاب أو الحائط، جعلته يسب العمال، بل الحديث اليوم عن "فاجعة أنهت كل شىء"، وألجمته "الصمت" و"الذهول، جعلت محمد يقول "ليتها ظلت حتى وهى مخدوشة"، "ليتها ظلت حتى وهى مخدوشة"، "ليتها ظلت حتى وهى مخدوشة"
قصف غزة - صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة