الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "الحرية بعد الزواج"

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014 09:03 م
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب: "الحرية بعد الزواج" الخبيرة النفسية راندة حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تتشابه البدايات فى كل زواج، يشارك الزوجان بعضهما فى كل شىء، الأصدقاء، الهوايات، الأحلام، الطموحات، الأمنيات، يتحدثان بصيغة نحن باعتبارهما شخص واحد، بمرور الوقت يفقد أحد الزوجين هويته الشخصية أمام هويته الزوجية، ويسيطر الطرف الأكثر قوة وتأثير على الطرف الآخر.

الزواج الناجح يحتاج لترك مساحة ومسافة كافية بين الزوجين، هناك أزواج أو زوجات، لا يتركون الفرصة لأحدهما ليتنفس بعيداً عن الآخر أو حتى يلتقط أنفاسه، فيشعر أن الزواج أصبح سجن وأن حريته قد قيدت، فيتسرب الشعور بالملل والرتابة والرغبة فى الحصول على قدر من الحرية التى كانوا يتمتعون بها قبل الزواج.

ننصح دائماً بعدم تقديم تنازلات مبالغ فيها من الطرفين، بل على كل طرف أن يسعى لإسعاد الطرف الآخر دون أن يكون على حساب نفسه، فالحياة لو استمرت على نفس الوتيرة سنوات دون أى تجديد ستصبح مرهقة ومتعبة، بمرور الوقت تتحول من حياة زوجية إلى مجرد روابط عائلية.

لو تخلى أحد الزوجين عن أصدقائه وهوايته ليقضى كل وقته مع شريكه سيولد لديه شعور بفقدان هويته، كبت رغباته، تضحيته لإرضاء الطرف الأخر، هذه المشاعر المكبوتة ستظهر فى صورة شجار وخلاف ونقاش، ينتظر من الطرف الآخر التقدير والاعتراف بتضحياته، وإذا شعر بأى بوادر للاستقلال يعتبره نكرانا للجميل وينعكس بصورة سلبية على علاقتهما.

الزوجة عليها الدورالأكبر لكسر رتابة الحياة اليومية والروتين الذى يسبب الملل ويجعل الزوج يبتعد عن البيت، عليها أن تهيىء جوا رومانسيا، تجدد فى المشاعر، تخطط لإجازات قصيرة بعيداً عن البيت والأبناء والمسئوليات، تحاول التجديد فى علاقتهما الحميمية حتى يخلقا حياة متجددة، مختلفة، متميزة عما تعودا عليه لكسر حالة الجمود والرتابة فى علاقتهما الزوجية.

نصيحة لكل زوجين كل فترة يأخذان إجازة زوجية، مجرد بضع ساعات يبتعدان عن بعضهما، ويشعر كلاهما بحريته واستقلاليته، ذلك من شأنه أن يعالج الكثير من المشكلات بينهما.

العصفور لو تركنا له باب القفص مفتوحا سيطير ويعود مرة أخرى وهو سعيد، أما لو حبسناه بصورة مستمرة سينتهز أى فرصة يفتح فيها باب القفص ويطير ولن يعود حتى لو كان داخل قفص ذهبى لأنه سيفضل حريته، على الزوجين أن يكونوا على وعى أن هناك خطا بسيطا يفصل بين الحب وحب التملك، فلا يخلطوا بين الاثنين، القدر المناسب من الحرية سيقوى علاقتهما ولن يضعفها، أما الشك والمراقبة وفقدان الثقة والقيود التى يفرضها أحدهما على الآخر سيكونوا سبباً فى الهروب والابتعاد عن البيت، وكما يقول المثل: "ابعد حبة تزيد محبة".








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة