نبيل شرف الدين

السيسى.. و"كهنة آمون"

الجمعة، 19 سبتمبر 2014 08:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيدى الرئيس
أحسب أننا كمواطنين وحاكم تجاوزنا مرحلة المشاعر الطيبة وثقتنا المتبادلة وبالتأكيد سيكتب التاريخ بأنصع صفحاته أنك حملت رأسك على كفيك مراتٍ، وانحزت لأهلك ووطنك، واحتضنت بحنكة وحكمة "مؤسسات الدولة" وتسعى لإعادة هيكلتها وتطهيرها، وحماية أمننا القومى بكافة أبعاده، واتخذت إجراءات وتدابير حالت دون انزلاق مصر للفوضى والاقتتال الأهلى.

أدرك ذلك وأكثر مما لا يصح الخوض بتفاصيله، فالمعركة مازالت مستمرة، ولا تراودنى شكوك بقدراتك وخبراتك وإخلاصك، التى ترجمتها "الأمة المصرية" وظهيرها العربى بدعمكم لترسو السفينة لبر الأمان، لوعينا بحجم التحديات داخليًا وخارجيًا، لكن دورى كصحفى بناء جسور بين الشعب وقيادته، مراهنًا على سعة صدرك ويقينك بأننى من الملايين التى كلفتك بمهام جسام، وفهمت مغزى مقولتك: "محدش له فواتير عندى"، التى نزلت بردًا وسلامًا على قلوبنا.

يروى التاريخ الإنسانى أن المُصلحين الذين تصدوا للاستبداد والفساد كانوا مناضلين، لكن تاريخ مصر شهد العكس حينما تصدى للإصلاح حاكم عظيم هو "إخناتون" بانتفاضته على سطوة "كهنة آمون" ومتاجرتهم بالمعتقدات، وواجه حاكم أعظم إمبراطورية بزمانه المحن والدسائس والمؤامرات، لكنه مضى بإصرار متحديًا "طبقة الكهنة" التى طالما هيمنت على مقاليد البلاد والعباد قرونًا.

الإخوان وأذنابهم، والمتمولون من "نشطاء السبوبة" انتهى مصيرهم لسلة المهملات، وممارساتهم مجرد "مناكفات يائسة" بعدما نبذهم الشعب، لكن "كهنة آمون" ممن أكلوا على كافة الموائد، وتراودهم أوهام إعادة عقارب الساعة للخلف يُشكلون الخطر الحقيقى، لأنهم يزايدون على عُشّاق مصر الحقيقيين بنفاق رخيص مارسوه مع أسلافك، والفرق بينهم وبين المخلصين أنهم يرونك تجسيدًا لمصالح الوطن، بينما تقتصر بضاعة الكهنة على المزايدات والمهاترات والمؤامرات.

أثق بخبرات "رجل المعلومات" القادر على التمييز بين المهمومين بمستقبل مصر، ويعتبرونك "شريكهم" فى "مشروع نجاح" خلافًا لهؤلاء الساعين لتحقيق مآربهم الشخصية، وستتضح ملامحهم بوضوح خلال الانتخابات البرلمانية المرتقبة، وستبتسم حينها كثيرًا، فهاهم يربون الأفاعى بأحزابهم وحركاتهم وفضائياتهم، لعلهم يحتاجونها لمعركة يُدركون أنها "آتية لا ريب فيها" فمثلك لست قابلاً للابتزاز، ولا تطربك ألحان المنافقين فما أكثرهم وأرخصهم، ولا تحتاجهم مصر، بل للمخلصين المتجردين من "تورم الذات" فامض بطريق جدك "إخناتون" الذى مجّده التاريخ باعتباره "أول الموحدين" المتمردين على "كهنة آمون" المتربحين، ولتكن واثقًا بأن الشعب الذى فوضك وانتخبك لن يخذلك ما دمت منحازًا لمصلحة البسطاء، ويسكننى يقين بأنك تُدرك ذلك جيدًا، بمعركة الاستثمار بالإنسان الذى خربته ممارسات الكهنة ولعلها أخطر خسائرنا منذ عقود، فالإنسان صانع الحضارات ومُخربها أيضًا، كان بوسعى الاكتفاء بالتغنى بمآثركم، لكنى آثرت "الإنذار المُبكر" لمعركة لا تقل خطورة عن تلك التى انتصرت فيها "هوية مصر" وعشمى بسعة صدركم، فلست طامعًا بغير مهنتى كصحفى يُكاشف الحاكم ويبنى جسور الثقة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة