محمد الدسوقى رشدى

«جمل الإخوان» و«قطة» الرئيس!

الجمعة، 19 سبتمبر 2014 10:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان البعض منا يرى «قطة» الإخوان جملاً ضخماً، ونفس هذا البعض يرى «قطة» سلطة ما بعد 30 يونيو فأرًا أو بعوضة يجب عدم رؤيتها أو الاقتراب منها حتى لو «قرصتك» عشرات المرات.. بحجة أننا فريق واحد..

بعض الناس– قراء وإعلاميين وسياسيين- كان خطأ الإخوان يحدث من هنا، وهم فى اللحظة التالية جاهزون بالعدسات المكبرة لكى يبدو الخطأ الصغير ضخماً، والخطأ الكبير أضخم، والخطأ الضخم منتهى الكارثة، كان فعل الإخوان الخاطئ يحدث من هنا، وتشتعل الفضائيات بالردح والتعقيب والتحليل نقدا وهجوما على المخطئين والمبررين والصامتين.

والحق يقول إن أفعال الإخوان منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن لم تكن مجرد أخطاء عادية بل كوارث تدمر الوطن، وتشوه صورة الدين الإسلامى، والحق نفسه يؤكد أن الصمت عليها يندرج تحت بند خيانة الوطن، ولكن نفس الحق الذى أقر بالأولى وبالثانية يقر بثالثة تقول بأن تغاضى نفس الأصوات التى كانت تصرخ لفضح أخطاء الإخوان وتعتبرها دمارا لمصر عن الأخطاء المتطابقة والشبيهة التى تقع فيها قوى وأحزاب وسلطة ما بعد 30 يونيو خيانة للأمانة وللوطن، ولا يجوز تبرير الصمت عليها تحت شعار أننا نقف معًا فى نفس الصف الثورى، أو مثلما فعل المحامى المذيع حينما قال: «أيوه كنا بنتلكك لمرسى».

الحق يقول لكم، أن تغضبوا من أداء الإعلاميين وتنتقدوهم وتصفوهم بإعلام العار مثلما كنتم تفعلون مع عاطف عبدالرشيد وخالد عبدالله وخميس، والحق يطلب منكم أن تقسوا بالنقد وتشتدوا فى الهجوم على قيادات الأحزاب المدنية الذين يصدرون أنفسهم للحديث باسم الرئاسة أو الجيش أو الوطنية مثلما كنتم تغضبون وتهاجمون قيادات الإخوان الذين يصدرون أنفسهم للحديث باسم الرئاسة.

الحق يقول لكم، أن تغضبوا وتلعنوا كل من يطلق تصريحاً أو وصفاً يحول الرئيس إلى إله منقذ أو ملاك لا يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه، مثلما كنتم تغضبون من تصريحات صبحى صالح وعزة الجرف التى كانت تجعل من مرسى نبياً ورسولاً.

الحق يقول لكم، أن تسخروا من الشيوخ على شاكلة مظهر شاهين وهم يستخدمون الدين لتأييد السلطة الحالية، مثلما كنتم تسخرون من شيوخ الإخوان وهم يفعلون نفس الشىء فى زمن مرسى.

الحق يقول لكم، أن تطلقوا الإفيهات وتصنعوا النكت عن الوزراء الذين يتحدثون عن الإنجازات مثلما كنتم تفعلون مع هرتلة يحيى حامد وسعد الحسينى ووزراء حكومة قنديل، ويقول أيضًا أن تغضبوا وتلعنوا السلطة الحالية لأنها تسمح لبواقى عصر مبارك ورموز عهده الفاسد بالظهور مرة أخرى، مثلما لعنتم الإخوان حينما سمحوا لبعضهم بالظهور داخل مجلس الشورى وحكومة قنديل.

الحق يقول لكم.. مصر أهم من الأفراد، مصر لا تتوسل الإنقاذ من أحد، مصر أكبر من أن يؤسس لمستقبلها بالموالسة والنفاق، مصر أعظم من أن يقودها بشر يرون فى حرام الآخرين حلالاً لهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة