الصدق من مكارم الأخلاق التى بعث النبى، صلى الله عليه وسلم، ليتممها، وهو فضيلة لازمته منذ بدء حياته حتى صار يوصف به فسمى الصادق الأمين، وقد كادت هذه الفضيلة أن تندثر فى مصر بالأوقات الراهنة، بعد أن أشاعتها بين الناس جماعة لا تعرف دينا ولا خلقا كريما، وأول كذبهم أنهم مسلمون، بينما يستمدون هذا الخلق الرذيل من بروتوكولات حكماء صهيون التى تقول فى أحد مبادئها "اكذب اكذب حتى يصير الكذب هو الحقيقة الوحيدة فيصدقك الناس".
وقد تفشّت رذيلة الكذب بين الناس هذا الزمان بشكل ملحوظ، فالبائع يكذب ويقسم أنه صادق، والزوج يكذب على زوجته وأبنائه فيتعلمون منه ذلك، والمدرس يكذب فيعلم تلاميذه الكذب، بينما الصدق قرين الإيمان وحلية المؤمنين، فقد نفى النبى، صلى الله عليه وسلم، عن المؤمن صفة الكذب، والصدق كان صفة للمسلمين القدماء أخذتها عنهم الدول غير الإسلامية فى أوروبا وأمريكا، كما أخذت عنهم كثيرا من العلوم والآداب التى بنوا حضارتهم عليها، بينما تخلينا نحن عن أفضل ما فى حضارتنا وديننا، وصرنا نكذب على أهلنا وعلى الناس بل وعلى الله عز وجل فى أحيان كثيرة.
والصدق كما قيل منجاة، فقد حفلت كتب التاريخ والتراث العربى بكثير من القصص عن مواقف عصيبة نجا أصحابها من شرورها بصدقهم بعد حين، رغم أن الكذب فيها كان يسرع بنجاتهم منها، وقالت العرب فى مدح صفة الصدق وذم الكذب أقوالا كثيرة منها "الصدق أمانة والكذب خيانة" و "من كثر حلفه قلّ صدقه"، وقال شاعر:
والصدق فى هذى الحياة فضيلة * تزهو بها الأقوال والأفعال
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة