غرور الأتراك أقدم من أردوغان وحزبه وإخوانه وأعلامه، يشعرون بأنهم أصحاب فضل على المنطقة كلها، وأنهم قدموا للإسلام ما لم يقدمه أحد، سقوط إمبراطوريتهم منذ قرن كان له أسبابه، والنعرة الجديدة ليست مفاجئة، فقبل شهور قليلة نشر الدكتور عبدالرشيد محمودى فى الأهرام وثائق لم تنشر لطه حسين مكتوبة بالفرنسية، تستحق التأمل الآن، فى الخامس من مايو سنة 1945 أرسل وزير تركى رسالة مهذبة إلى العميد يعاتبه على تصريح أدلى به لإحدى الصحف الفرنسية قال فيه: «إن مصر بقيت مستقلة، وإنها أقامت مع العالم الخارجى صلات مزدهرة إلى أن أنهى الأتراك العثمانيون استقلالها فحصروها فى نطاق العزلة القاتلة»، وسبب العتاب التركى الرسمى أن «العزلة القاتلة فى حالة البلدان الإسلامية ينبغى ألا تعزى إلى القرن السادس عشر، فقد بلغت أوجها بداية من القرن الثالث عشر عقب الحروب الصليبية، وغزوات المغول، والاضطرابات الداخلية، وقد وقع العالم العربى فى هذه العزلة القاتلة إذن بسبب عوامل أخرى لا بسبب الأتراك».
وتساءل أيضا: «إذا سلمنا بأن تركيا قمعت فى مصر كل مظاهر الفكر، فكيف يمكن عندئذ تفسير التدهور الفكرى الذى أصاب بلدانا إسلامية أخرى مثل إيران والجزائر والبلدان التى لم تطأ أرضها قط قدم جندى أو موظف تركى، وإذا كان الأتراك اضطهدوا التعليم والتربية، فلماذا لم يزدهر الفن والعلم والمعرفة فى بقية العالم اِلإسلامى؟ واعتبر المسؤول أن تراجع الشرق الأوسط ليس مسؤولية الأتراك، وطالب طه حسين باكتشاف العلة والتعبير عنها، رد صاحب الأيام سيكون مؤلما للأردوغانيين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة