لينا مظلوم

سيوف الخشب تطيح برأس "الراقصة"

الجمعة، 12 سبتمبر 2014 09:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اقتراب كلمة "المنع" من العمل الإعلامى أو الفنى فى عصر فضاء مفتوح حطم كل الحدود والحواجز بين العالم.. وجعل حرية تداول المعلومة، لمن يشعر بالظمأ إلى المعرفة، فى سهولة شرب كوب الماء.. يستدعى صورة "السيوف الخشبية"!! بكل معالم الحدة فى مظهرها كأداة قتل.. بينما هى واقعيا ليست أكثر من لعبة يلهو بها الأطفال.. بعدما جردت تقنية "الساتلايت" الكلمة من كل قدراتها الفعلية على حجب المعلومة.

"أهل الكهف" مازالوا يرفعون لواء المنع أمام ما لا يعجبهم فى الإعلام المرئى أو الإبداع الفنى، ويرفضون الاستيقاظ من نومهم على اكتشاف أن كلمة المنع ألغيت منذ عشرات السنين بحكم التطور الهائل فى وسائل التواصل وتداول المعلومات، والتى تمضى فى إيقاع سريع يصعب ملاحقته، وهو ما يجعل الحديث عن مطالبة الحكومة إصدار قرارات منع عمل فنى أو إعلامى أقرب إلى الـ"النكتة" المستهلكة.. فالمشاهد ببساطة يشاهد كل "الممنوعات"!! عبر التنقل بين الفضائيات أو "اليوتيوب".. لذا فان انزلاق حكومة تعمل –كما طالبناها- بروح وإيقاع "حكومة حرب" مثل تلك التى يترأسها المهندس إبراهيم محلب إلى هذه المهاترات، يُفقدها الكثير من مقومات الجدية والصرامة.. والأجدى بدعاوى الآراء المتزمتة التى انتفضت تعزف سيمفونية الندب على الفضيلة والشرف بسبب عرض برنامج "الراقصة" على إحدى الفضائيات، الانتقال إلى قنوات أخرى تلائم أذواقهم، وهو رد الفعل الطبيعى لمن لا تستهويهم المواد الإباحية على القنوات الأجنبية والتركية.. بعيدا عن أسلوب الصوت العالى فى المزايدة والمتاجرة.. أم هى محاولات خبيثة لفتح أبواب الجحيم أمام عودة عصر محاكم التفتيش.. خصوصا وأن مشاهد انتهاك تماثيل "أم كلثوم"،"طه حسين"، و"حوريات البحر" مازالت حاضرة فى الأذهان.

صحيح أن حجم "المهازل" المرتكبة باسم حرية الإعلام والتعبير عن الرأى أصبح كارثيا.. بالإضافة إلى الابتعاد عن المهنية والترهل الذى ينخر فى مفاصل الفضائيات، لكن مثل هذه المشاكل تتطلب حلولا منطقية من داخل منظومة الواقع الإعلامى، وليس عن طريق أدوات انتهى تاريخ صلاحية استهلاكها مع تحول العالم إلى قرية صغيرة.

المتاجرة بورقة موروث القيم الأخلاقية للشعب ومحاولة إعادة تشكيل فطرته الدينية وفقا لأطماع جماعة.. كلها محاولات باءت بالفشل الذريع.. وهو ما ينطبق على عدم جدوى إخضاع العمل الإعلامى والفنى إلى أهواء تفسيرات مقاييس القيم الأخلاقية بدلا من الحكم داخل إطار المعايير المهنية.

إذن.. فكرة المنع انتقلت من سيطرة القرارات الرسمية إلى مهنية الإعلامى وموهبة المبدع.. وحدهما تُحددان معايير إقبال أو انصراف المشاهدين عن العمل الإعلامى أو الفنى.. ولعل أبرز الأمثلة من التاريخ القريب، ظاهرة باسم يوسف الذى حقق شعبية هائلة عبر سخريته حين توحدت مع الحالة الوجدانية العامة.. ثم انتهى "بالسكتة الإعلامية" بعدما اختار أن يُصبح – فى توقيت خاطئ- مجرد صوت نشاز ضمن منظومة "الميديا" الأمريكية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة