تسعى معظم الدول للمحافظة على زيها الشعبى هو من يميزها عن باقى الشعوب، كما أنها من عوامل الهوية الوطنية والجغرافية لفترة زمنية ما، كما يمكن أن يكون تعبيرا عن مكانة اجتماعية أو وضع اجتماعى أو دينى.. عادة ما يتكون الزى من طقمين: طقم للمناسبات اليومية، وآخر يستخدم للاحتفالات والرسميات.
فى مصر الزى يختلف باختلاف الحكام..
فى مصر اختلف الزى باختلاف العصر، ففى بداية القرن التاسع عشر كان الشلوار أو السروال اللباس الرئيسى لنساء ورجال ذلك العصر بجميع طبقاته.. وكان هناك أيضاً القميص الذى كان يرتديه الرجال والنساء فوق السروال ويختلف فى قماشه وتطريزه باختلاف الطبقات.
لكن السيدات ارتدين فوق القميص والسروال ثوباً طويلاً يعرف بـالليلك من الملابس التى ترتديها النساء داخل المنزل ويشبه قفاطين الرجال مفتوح من الأمام ويحتوى على أزرار تتلو بعضها بعضاً من فوق إلى تحت الحزام ومفتوح من الجانبين بداية الخصر إلى أسفل.
الجبة وكان رداءً منزلياً مخصصا للرجال فى العصر المملوكى وبخاصة الفقهاء والكتاب وبعد ذلك شاع استخدامها بين النساء بداية من العصر العثمانى، وبخاصة نساء الطبقة العليا والوسطى وظلت النساء يرتدين هذه الجبة حتى قبل الحرب العالمية الثانية مع مرور الوقت تطورت وأصبحت تسمى بالبالطو.
أما عن لباس المرأة عند الخروج من المنزل فكانت الفراجية التى لها كمان واسعان طويلان يتجاوزان قليلاً أطراف الأصابع، وكان هناك تشابه بين الفراجية الخاصة بالرجال والنساء إلا أن فراجية النساء كانت مختلفة فى فتحات الكم كما كانت أضيق قليلاً.
وأيضا كان يوجد ما يسمى بالحبرة وهو ابتكار عثمانى لم يكن موجودا فى مصر عبارة عن قطعة كبيرة مربعة من القماش ويغطى بها الوجه كله ماعدا العينيين ومزودة فى الطرف العلوى برباط رفيع لتربطه المرأة خلف رأسها لتثبتها وتكون حبرة المتزوجات سوداء أما حبرة الفتيات فإنها بيضاء اللون أما نساء الطبقة الدنيا فكن يرتدين حبرة مصنوعة من القطن الأزرق وتسمى بـالملاءة.
اليشمك فهو تركى الأصل واستخدم كغطاء للوجه لنساء الطبقات العليا وكان يقابله البرقع للطبقات الوسطى وكانت تظهر منه العينان فقط وهو يشبه النقاب حالياً وقد ارتبطت الحبرة واليشمك معاً كزى للخروج للمرأة تحت اسم التزييرة.
البشكير أو منديل أويا، من أغطية الرأس للمرأة المصرية حتى الربع الأول من القرن العشرين وهو عبارة عن منديل قماش مطرز ذو ألوان وزخارف مختلفة، كما استخدمت المرأة الطرحة السوداء والبيضاء، والكحلى الداكن وتسمى البيشة، وقد أخذت هى الأخرى تتناقص من حيث الطول وتقل من حيث الضخامة.
أما الرجال فارتدوا القميص فوق السروال الذى يوجد فى وسطه حبل مبروم كما ارتدى الرجال ما يسمى بالقفطان وهو رداء قديم الأصل أتى من آسيا طويل مفتوح من الأمام وله أكمام طويلة وكان يصنع من خامات متعددة وغالباً ما يطوق القفطان بحزام عبارة عن شال ملون أو ثوب طويل من الموسلين الأبيض المزين، وهذا هو الطراز البدائى للمعطف الأوروبى ولكن مع مرور الوقت أصبح القفطان من الملابس التى هجرها المتعلمون فى عصر الخديوى إسماعيل واستبدلوها بالأزياء الأوروبية.
وارتدى الرجال الجبة والبنش فى العصر العثمانى وهى عبارة عن رداء طويل مختلف الألوان لا تصل أكمامه على مستوى الرسغ، وكان المصريون يرتدونه فى المناسبات فوق الرداء.
الإمارات كندورة وحِقب وخزام
يحرص أبناء الإمارات على ارتداء أزيائهم التقليدية الوطنية وعدم التأثر بالأزياء الوافدة يتميز الزى الإماراتى بالبساطة ويكاد يكون موحداً إلا من فوارق بسيطة فى خياطة الكندورة وهى الملبس الرئيسى، وتكون فضفاضة طويلة حتى أخمص القدمين ولونها غالباً أبيض أو سكرى أو أزرق وأكثر أنواعها انتشاراً تلك التى تخلو من الياقة.
فى المناسبات الرسمية يلبس الرجل البشت أو العباءة وهو قطعة من قماش الصوف تلبس فوق الكندورة وتخلو من ألأزرار ويكون البشت مفتوحاً من الأمام، ولا يوجد فيه أكمام لكن فتحتان لليدين، ويلبس الرجل الحِقب وهو حزام جلدى يلتف حول الجسم عند منتصف القامة وله حديدتان لإغلاقه ويوجد منه نوع ثانٍ على شكل حرف اكس يستخدم من أجل وضع البندقية.
الإزار قطعة قماش قطنية مستطيلة الشكل تُلف على الجزء الأسفل من الجسم ويعتبره أبناء الإمارات من الملابس التى تحافظ على الهوية بدلا من السروال ويلبسون كذلك المقصر وهو قميص خفيف مفتوح من الأمام والهاف وهو سروال قصير يلبس مع السروال أو الإزار.
الخزام يستخدم للرأس وهو عقال على هيئة حبل من الصوف يعصب به الرأس، الأسود مصنوع من صوف الماعز والأبيض يصنع من صوف الخراف، والغترة قطعة قماش مربعة الشكل بيضاء يوضع فوقها العقال وقد تلبس من دونه.
فلسطين لباس وقمباز وكوفية
من ثقافة بلاد الشام خرجت الأزياء الشعبية الفلسطينية التى لا تنفصل عن الواقع وباقى الدول المجاورة لها فيعتبر اللباس على رأس الزى الفلسطينى وهو ثوب أبيض من الحرير يصل حتى الركبتين ويضعه الرجال على أجسامهم ويأتى فوقه المنتيان وهو صدرية بأكمام ثم السروال وله جيبان مطرّزان على الجانبين الخارجيين ويلى ذلك القمباز وهو من الحرير أو الروزا أو الغيبانى أو الديما ويصل حتى العقبين.
وبدلاً من الحزام يضعون قطعة من الحرير أو القطن. وفوق القمباز يضعون عباية بيضاء مصنوعة من الحرير صيفاً ومن الصوف فى الشتاء، ويعد لبس العباية فى الغالب تباهياً ومفاخرة. وبعض الرجال يلبسون الدماية وهى ثوب طويل حتى أسفل الرجلين مفتوح من الأمام طويل الأكمام لا ياقة له ويُربط برباطات داخلية وخارجية، وله جيب واحد أو اثنان للساعة والمحفظة. والدماية العادية من قطن أو كتّان وتلبس للعمل أو البيت.
أما غطاء الرأس فغالباً ما يكون الحطة أو الكوفية وهى قطعة قماش مريعة تصنع من الصوف أو القطن أو الحرير وتزخرف بالخطوط المذهبة أو بالرسوم الهندسية السوداء أو الحمراء، العقال الفلسطينى حبل مجدول من شعر الماعز أو من وبر الجمل يعصب فوق الكوفية حول الرأس فى حلقتين.
والأحذية الرئيسية عندهم ثلاثة المداس ويصنع من الصوف ويستعمل فى أنحاء المنزل الجافة والصرماى ويكون من البلاستيك والمشّاى ويصنع من الجلد ويلبس خارج المنزل.
ليبيا جرد وجبة وكبوس
فى ليبيا لم تتغير الملابس التقليدية للرجل لا فى أشكالها أو أسمائها، ومن أهم الملابس الجرد أو الحولى وهو اللباس الرئيسى للرجل الليبى ويكون على هيئة قطعة قماش كبيرة بيضاء أو بنية اللون تنسج من صوف الغنم وتلف على أغلب أطراف الجسد، وتحت الجرد تلبس الجبة وهى ثوب واسع فضفاض له أكمام تصل إلى ما فوق الرسغ بقليل، أما القميص الداخلى يلبس على الجسم مباشرة ويطلق عليه اسم سوريا لأن القطن المصنوع منه كان يستورد من بلاد الشام.
السروال الليبى ويربط بحبل حول الخصر يسمى تكّة ومن الأحزمة المعروفة أيضاً القشطة ويصنع من القماش الأبيض، والكامار وهو من قماش ملون ومزركش والسبتة ويكون من الجلد.
وللرأس يستخدم الليبيون فى الشتاء الكبوس أو الشنّة وهى غطاء من الصوف يكون لونها فى أغلب الأحيان أحمر ويتدلى منها النوارة أو الشنوارة وهى خيوط من الحرير لونها أزرق غامق تتدلى من أعلى الكبوس وتنسدل على الرقبة بشكل مائل. وأيضاً يلبسون "الطاقية البيضاء أو العراقية فى الصيف وتصنع من قماش أبيض ولا تتدلى منها أى خيوط. ويلبس الرجل الليبى فى القدم حذاءً يسمى بلغه وغالباً ما يكون لونها أصفر.
المغرب جلابة وسلهام وبلغة
يشتهر المغربيون باهتمامهم المستمر بأزيائهم الشعبية، بل أن بعضهم ما زال يرتديها حتى اليوم فى كل الأوقات وفى كافة المناسبات. ويتكون الزى التقليدى للرجل فى المغرب من التشامير وهو القميص الداخلى الذى يوضع على الجسم مباشرة ويلبس فوقه الفراجية التى تشبه القميص، والجلابية أو الجلابة وتصنع من الصوف أو الكشمير وتتكون من جاكيت وسروال فضفاضين. ويلحق بهما السلهام الذى يصنع من نفس مادة "الجلابية " ويكون له غطاء رأس يتدلى من الوراء ويلبس كثيراً فى الشتاء وأيضاً فى المناسبات الرسمية ولا يمكن أن يكون مستقلاً بذاته فهو مكمل للجلابة.
أما الحذاء التقليدى فهو البلغة وتصنع من الجلد المصبوغ بعدة ألوان وتكون غير مطرزة. ويخصص الرجال فى المغرب بلغة واحدة لكل مناسبة واحدة للبيت وأخرى للعمل والسوق وثالثة للمناسبات الرسمية.
سوريا شروال ودامر وقضاضة..
تختلف الملابس التقليدية للرجل السورى بشكل كبير بين منطقة وأخرى فلكل منطقة أزيائها فبالنسبة لسكان الجبال السورية فى الساحل اللاذقية وطرطوس أو جبل العرب جنوبى دمشق فإن أبرز ما يلبسه الرجال هو الشر وال، وهو الثوب الفضفاض الذى يلبس بديلاً عن البنطال، وعادة ما يلبس الشروال تحت القمباز وهو رداء بلا أكمام مع حزام من الحرير الأحمر والأسود يُلف حول الخصر، وهناك الجاكت أو الدامر الذى يكون الكم فيه مفتوحاً ويصنع الصوف أو الجوخ. وعلى الرأس توضع الكوفية والعقال ويكون لونها أبيض أو يلبس الطربوش أحياناً بدلاً منها.
وفى درعا، يرتدى الرجال الشروال والقمباز والدامر، ويضيفون عليها الحساويّة وهى رداء طويل بأكمام، يرتديه كبير العائلة فى المناسبات ويصنع من الحرير، ويضعون على رؤوسهم القضاضة إضافة إلى العقال المصنوع من الصوف.
وفى حمص يطلقون على السروال اسم الفاصون وهو ذو ساقين ضيقين وسرج عريض طويل يصل إلى ما تحت ركبة الرجل. وفوقه يلبسون القميص الذى يُمسك مع البنطال بالشملة وهى بمثابة الحزام وتصنع من الحرير المصبوغ باللون الأسود. والطاقية والعقال للرأس.
التوب السودانى..
الثوب أو التوب وكما يقال عنه فى السودان هو الزى الرسمى للسودانيات، وهو زى يغطى جسم المرأة من رأسها إلى قدمها وعادة يكون من أقمشة توتل أو حرير.. وتوب الحرير هو المفضل للعروس السودانية حيث توجد منه موديلات اللامعة التى تلبس عادة فى السهرات والثياب الملونة بألوان هادئة تلبس نهارا والنساء من عمر أربعين سنة يفضلن ثياب التوتل لوقارها.
البشت والدقله فى البحرين..
البشت هو أشهر الأزياء العربية وهو رداء رجالى يصنع من وبر الجمل أو الصوف ويلبس فى الأعياد والمناسبات. ويلبس فوق الثوب، أما الدقلة والزبون هى لباس الأغنياء وهى عبارة عن رداء طويل مفتوح من الأمام ويغلق عند فتحة الرقبة بأزرار وهو يخاط عادة من الأقمشة الصوفية مثل لمرينى والشال أو الصوف الكشميرى وهو يشبه فى كثير من تفاصيله لباس الجُبة الإسلامى.. وأحيانا يلبس عليه البشت.
البخنق هو رداء تستعمله الفتيات الصغيرات كغطاء للرأس قبل وصولهن لسن الزواج وينسدل البخنق ليغطى النصف الأعلى من البدن، ويكثر ارتداؤه فى الأعياد والمناسبات السارة ويخاط البخنق من قماش خفيف يغلب عليه اللون الأسود ومطرز بنقوش وزخارف من الخيوط الذهبية.
الدراعة تخاط من جميع الأقمشة ويمتاز هذا الزى بأن أكمامه ضيقة وتكاد تلتصق بالزراع وتزين فتحة الأكمام بشريط من الزرى العريض. وتأتى الدراعة على نوعين هناك دراعة أم رسغ تتميز بشريط الزرى العريض الملتف حول الرسغ والنوع الآخر (ام كتف).
ثوب النشل يأتى فى مقدمة الأزياء النسائية الشعبية وتحرص المرأة البحرينية على ارتدائه فى مختلف المناسبات كالأعياد وحفلات الزواج والموالد وعند عودة الرجال من رحلة الغوص
ثوب النغذة هو ثوب من التور ينقد بالخوص الذهبى أو الفضى يدخل بين فتحات القماش ويشكل حسب النقوش المطلوبة ويتميز باللمعان الواضح .
من شبّ على شىء شاب عليه.. «تشارلز» من صغره وهو بيلبس هدوم كل بلد بيزورها .. ارتدى قبعة «كرات الفلين» فى استراليا والثوب العربى فى السعودية وإكليلا من الزهور فى «ألدرشوت»
الزى الوطنى للدول.. حكاية ملبس يحدد موطن العربى أينما حل.. فى مصر اختفى منديل الأويا واليشمك.. والإماراتيون يلتزمون بالكندورة والحِقب.. الفلسطينى يتمسك بالكوفية أكثر من اللباس..وفى ليبيا الجرد والجبة
الخميس، 11 سبتمبر 2014 03:35 م
عرفات بالزى الفلسطينى
كتب أحمد أبو حجر
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة