لن تنطلى خدعة «ضنك» الإخوانية على أحد، وانتظروا فى الأيام القادمة ملثمين بالأقنعة السوداء، يبثون تخاريفهم على الإنترنت، لتشتيت الانتباه، وجذب الرأى العام بعيدا عن الأحداث المهمة، والإيحاء بأن مصر ليست آمنة ولا مستقرة، وأنها تنام فى أحضان الخوف وتستيقظ على أصوات الرصاص
والتفجيرات، الإخوان يستخدمون سياسة «الأرض المحروقة» متصورين أن النيران لن تحرقهم، ولم يستوعبوا أبدا دروس عام الرمادة الذى حكموا فيه مصر، فكان وبالا عليهم وشؤما على قادتهم، إما فى السجون أو هاربين بعد أن كانوا يقولون للشىء كن فيكون، ولم يدرسوا نتائج أعمال العنف والتخريب التى انتهجوها منذ ثورة 30 يونيو، ولو كان فيهم عاقل واحد لنصحهم بالتخلى عنها والتحلى بالسلمية، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ضنك وأخواتها وأبناء عمومتها انتحار ثان لجماعة انتحرت بالفعل، لأنها - قبل أن تحكم -
شيدت وجودها بين الناس بالمتاجرة بمشاكلهم وأزماتهم، وعندما حكمت لم تجد شيئا تقدمه غير العنف والترويع والبحث عن لهو خفى تخيف به المصريين، ولو كان لدى أحد قادتهم ذرة ذكاء لنصحهم بالكمون والاختباء، فقد يغفر لهم الناس جرائمهم الصغرى ويقبلون عودتهم إلى الحياة السياسية، وينضوون تحت مظلة الدولة، ويرضخون لإرادة الشعب الذى رفض حكمهم وثار عليما، ولكن الديمقراطية عندهم طريق ذات اتجاه واحد يسيرون فيه ويدهسون من يختلف معهم. لا أمل فى الإخوان ولا رجاء، فهم لا يدركون أن «جماعة» لا يمكن أبدا أن تنتصر على «شعب»، وأن العصابات المسلحة لا تهز شعرة جيش عريق له خبرات قتالية كبيرة، وإن أرواح شهداء الجيش والشرطة تفجر فى النفوس إرادة الثأر والانتقام، ولم يفهموا فى يوم من الأيام سر قوة مصر وهى فى أوج ضعفها، وأن شعبها الذى ابتلعهم فى يومين، لا تجدى معه عمليات إرهابية عشوائية هنا وهناك.
لو سأل الشباب الإخوانى المختطف أنفسهم «أين صلاح أبوإسماعيل الذى كان يصول ويجول ويقتحم أقسام الشرطة وبنى مستعمرة أمام مدينة الإنتاج الإعلامى».. أين العريان والمرشد وصفوت حجازى والشاطر والكتاتنى والبلتاجى وغيرهم الذين تصوروا أنهم الدولة ووالسيف والجلاد والقانون، وهل كان يخطر بخيال أحد التخلص منهم بهذه السهولة البالغة، بعد أن كانوا خطوطا حمراء لا يجروء أحد على الاقتراب منها، وهل تعجز الدولة التى رفعت سيفها على رقاب الجبابرة، أن تقطع دابر صبيان الأقنعة السوداء؟
لم يدرك المغيبون أن الشرطة التى توصلت إلى ملثمى حلوان، رغم اختفاء وجوههم وراء أقنعتهم السوداء الداكنة، سوف تضبط غدا مجرمى ضنك، وبعد غد مشاغبى المدن الجامعية وبعد بعد غد محرضى
تظاهرات الشوارع فى عين شمس والمطرية وحلوان وفيصل وغيرها، وأن أجهزة الأمن نفسها طويل وبالها أطول، وتعرف أن الحرب ضد الإرهاب ممتدة وشرسة، لكنها فى النهاية محسومة لصالح الشعب الذى يحرسه جيشه، والشرطة التى بدأت تسترد عافيتها وتستعيد قوتها، ولن يثنيها عن أداء مهمتها المقدسة شهيد هنا أو جريح هناك، وأن الجيش الذى حرر سيناء من إسرائيل بجيشها الذى لا يهزم، لن تستعصى عليه جماعات إرهابية، تختبئ كالفئران فى الجحور.. وأن ضنك ستنقلب ضنك على أصحابها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة