ثمن مفتى الديار المصرية، الدكتور شوقى علام، مبادرة خادم الحرمين الشريفين فى إنشاء مركز لمكافحة الإرهاب، مؤكداً أن دار الإفتاء تضع كافة إمكاناتها لإنجاح المبادرة.
وحذر"علام"، فى تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، نشر فى عددها الصادر اليوم الأربعاء، من أن الخطاب المتطرف يؤجج الصراع، مشدداً على أن جرائم الجماعات الإرهابية، التى تدعى زوراً أنها تتحدث باسم الإسلام، ترسل برسائل سلبية للعالم.
وأكد مفتى مصر على ضرورة تكاتف جهود المسلمين عامة والعلماء والدعاة، خاصة لاستعادة الصورة الحقيقية للدين الإسلامى من قوى الظلام والإرهاب والتطرف، محذراً من أن الخطر الحقيقى يتمثل فى انتشار أفكار هذه التنظيمات المنحرفة عن تعاليم الإسلام ومبادئه وسط بعض الشباب المسلم الذى يعيش فى الغرب، وهو ما يفسر اهتمام الحكومات الغربية بظاهرة انضمام مقاتلين مسلمين فى صفوف «منشقى القاعدة».
وأعلن المفتى عن انتهاء دار الإفتاء المصرية من مشروع علمى يعرض لتعاليم الإسلام الصحيحة باللغة الإنجليزية فى خمس مجلدات توزع على الجاليات المسلمة فى أوروبا وأمريكا وأستراليا وغرب أفريقيا وشرق آسيا، مشيراً إلى أن هذه الموسوعة تمثل دليلاً إرشادياً للمسلم المعاصر فى جميع مناحى الحياة المختلفة، وتسعى لتصحيح المفاهيم ومحاربة الفكر المتطرف.
وأضاف "علام"، أن دار الإفتاء المصرية، إدراكاً منها بأهمية تعظيم الاستفادة من التقنيات الحديثة فى نشر الخطاب الشرعى الوسطى، فقد قررت نشر هذه الموسوعة باللغة الإنجليزية، كتطبيق على أنظمة الأندرويد والآب ستور قريبا، إسهاماً منها بنشر تعاليم الدين الصحيح وقياماً بواجب الوقت فى وأد الخطاب المتطرف.
وكان علام التقى برئيس مجلس الاتحاد الأوروبى هرمان فان رومبوى، وعقب ذلك شارك فى نقاش داخل لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الأوروبى. وفى مداخلته، عبر مفتى مصر عن قناعته بضرورة تكثيف التعاون بين الحكومات ومختلف أطراف المجتمع ورجال الدين المؤهلين من أجل إيصال صورة الإسلام الحقيقى ومنع بعض الأقليات من الترويج للتطرف والعنف الذى هو بعيد عن الإسلام.
وتطرق المفتى إلى ممارسات تنظيم داعش؛ حيث قال، «أنا لا أحبذ تسمية خليفة أو تسمية دولة إسلامية، فإذا نظرنا لأعمال جماعة داعش، نراها خارجة تماماً عن النصوص الإسلامية».
وتابع، «لا يمكن توصيف ما تقوم به هذه الجماعة على أنه تطبيق للنصوص الإسلامية فالإسلام دعا للبناء والتعارف وأقر حماية المدنيين والضعفاء ورجال الدين فى حال وقعت الحرب». ودعا إلى ملاحقة المسئولين فى هذه الجماعة، مشيراً إلى ضرورة اعتبارهم مجرمين يجب أن يحاكموا على جرائمهم.
وشدد المفتى على ضرورة أن يتقاسم الجميع المسئولية فى العمل على نشر الاعتدال وعدم السماح لأقليات متطرفة أن تفرض رؤيتها؛ فـ«جميعنا شركاء فى المسئولية ولا بد من التواصل من أجل نشر ثقافة الاعتدال».
أما بخصوص الوضع فى مصر، فوصفه المفتى بـ«المطمئن»، مشيراً إلى أن البلاد اجتازت استحقاقات دستورية، وأن الدستور المصرى الجديد، الذى تمت الموافقة عليه بنسبة عالية «يحفظ حقوق المرأة وكافة مكونات المجتمع» المصرى.
وركز مفتى مصر على ضرورة نشر ثقافة سيادة القانون ليس فقط فى المجتمع المصرى، بل فى مختلف المجتمعات الأخرى. كما رد الشيخ شوقى علام على تساؤلات النواب الأوروبيين التى تمحورت بشكل رئيس حول أحكام الإعدام التى صدرت بحق مئات من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، فشرح مجريات المحاكمات ودور المفتى، وقال، «دورنا استشارى ويتعلق بالرأى الشرعى فقط ولا نتدخل فى العمل القانونى للمحكمة»، ولكنه أكد أن المحاكمات الطويلة تصب غالباً فى صالح المتهم وغالباً ما يجرى تخفيف العقوبة.
وأوضح أن الإسلام أقر الإعدام كوسيلة ردع فى المجتمع. وقال، «لو فكرنا باللحظة التى ارتكبت فيها الجريمة، لخفت حالة الذعر التى نشعر بها عند إصدار عقوبة ألإعدام.
موضوعات متعلقة
مفتى الجمهورية يرسم صورة الإسلام الصحيحة فى مقر الاتحاد الأوروبى.. ولأول مرة فى تاريخه يعقد البرلمان الأوروبى جلسة خاصة لعالم دين حول مصر ودور مؤسساتها الدينية فى نشر الفهم الصحيح للإسلام
مفتى الجمهورية: انتشار أفكار التنظيمات المنحرفة خطر حقيقى.. وانتهينا من مشروع يعرض تعاليم الإسلام الصحيحة باللغة الإنجليزية فى خمسة مجلدات.. ورأينا فى الإعدامات شرعى استشارى وليس قانونيا
الأربعاء، 10 سبتمبر 2014 10:38 ص
الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
كتبت ناهد الجندى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة