الأصيل فى اللهجة العامية المصرية تعنى صاحب الأصل العائلى الطيب الذى يقولون عنه أيضًا "ابن ناس" وهى صفة حسنة ضاعت فيما ضاع من أخلاق أهل مصر، ونظرة إلى صفحات الحوادث فى صحفنا كفيلة بالتأكيد على مدى الشر والانحدار الأخلاقى الذى أصاب البلاد.
وقديمًا كانت الأفلام السينمائية تركز على إبراز الشخصيات السوية ذات الخلق الحسن، تصارعها شخصيات شريرة تنتصر عليها فى النهاية، ليتعلم منها الذين يشاهدون الفيلم أن الخلق الحسن هو الذى ينتصر صاحبه فى النهاية، أما فى أيامنا هذه فقد ابتلينا ببعض المتمصرين والمتفرنجين الذين لا يبرزون فى أفلامهم وتمثيلياتهم إلا الشخصيات العفنة الشريرة عديمة الأخلاق، أو البلهاء التي تهذي بكلام رذيل بغية الإضحاك، والتى لا نرى فيها إلا أسوأ ما فى البشر، لينشأ الجيل الجديد من أهل مصر وقد تشبع بمظهرهم السىء ولغتهم البائسة ومعاملاتهم الشريرة.
كما أنهم يبرزون فى أفلامهم وتمثيلياتهم نوعين من الناس يعيش الأول فى فيلات فاخرة والآخر فى عشوائيات مهدمة، فى إسقاطات سمجة توحى بأن سكان الفيلات والقصور كلهم تجار مخدرات أوسلاح أو كونوا ثرواتهم من حرام، ليثير فى نفوس الفقراء من سكان العشوائيات غيرة وأحقادا وكراهية وعداوة صامتة قد تنفجر فى أى وقت ضد الآخرين، فهل هؤلاء هم الناس فى مصر؟ وهل أصبح أهلها بهذا القدر من السوء والبلاهة وعبط الشخصيات التى يقدمها مؤلفو الأفلام والتمثيليات الذين يريدون إضحاك الناس على جهل شخصياتهم وعبطها أو شرها وخيبتها؟ وأين الشخصيات السوية من أصحاب الأخلاق الرفيعة التى يتخذها المشاهد قدوة ويقلدها، حتى نرى الجيل الجديد يعود إلى عاداتنا الطيبة وجيرتنا الحسنة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة