أولا: الإبادة الجماعية التى تقوم بها إسرائيل ضد سكان غزة تستحق أكثر من الإدانة الرسمية والشعبية، وتتطلب أشكالا جديدة من الدعم لإنقاذ غزة وتخليصها من العدوان الإسرائيلى ومن رعونة حماس وفشلها الاستراتيجى فى نسج علاقات شراكة عربية وإقليمية.
ثانيا: رعونة حماس وفشلها تتساوى مع فشل الجامعة العربية ثم الأمم المتحدة فى التحرك لوقف المجزرة الإسرائيلية التى يدفع ثمنها المدنيون «%80 من القتلى والجرحى من المدنيين وبينهم أطفال بحسب تقارير الأمم المتحدة».
ثالثا: لنسلم بأن حماس جزء من الإخوان وأنها تهدد الأمن القومى المصرى، وبالتالى لابد من التعامل معها بقوة وبحسم، لكن ذلك لايعنى تغيير مواقفنا الرسمية والشعبية الداعمة تاريخيا للشعب الفلسطينى، فنصرة المدنيين والأطفال التزام وواجب دينى وأخلاقى وإنسانى، وبالتالى لابد من التمييز بين اختلافنا السياسى مع حماس والموقف الرافض لاستمرار العدوان الإسرائيلى على غزة، ولابد من زيادة حجم ونوعية المساعدات المصرية وفتح باب التبرعات الشعبية لإغاثة إخواننا وأطفالنا فى غزة.
رابعا: لنسلم جدلا بأن حماس والجهاد وغيرها من فصائل المقاومة تستخدم المدنيين والأطفال فى غزة كدروع بشرية، لكن ذلك لا يعنى أن تتوسع إسرائيل وبدون أى ضوابط إنسانية فى قصف الأحياء السكنية فى غزة ومدارس الأطفال والمنشآت التابعة للأمم المتحدة فى غزة، ولا يمكن أيضا أن نتعامل مع إسرائيل المعتدى كما نتعامل مع الضحية، صحيح أن حماس تتحمل المسؤولية عما يدور فى غزة لكن تظل إسرائيل كمعتدى هى الطرف الذى يتحمل المسؤولية الأكبر عن مجزرة غزة، فهى من يقصف الأحياء السكنية والبنية الأساسية، وإسرائيل بحكم القانون الدولى الدولة المحتلة التى يقع عليها مسؤولية الأوضاع المعيشية واحترام القانون الدولى فى قطاع غزة «إسرائيل انسحبت من طرف واحد من غزة عام 2005».
خامسا: رفض سياسات ومواقف حماس لايجب أن تدفع للشماته فى الأداء العسكرى أو السياسى لحماس أو الضغط عليها أو الرهان على قدرة إسرائيل فى القضاء عليها، وإنما لابد من فهم دوافع حماس والأهداف التى تسعى إليها واحتوائها، أى الاحتواء وليس الرفض أو الإقصاء، فحماس تشعر بالعزلة والهزيمة بعد أن خسرت حلفاءها فى مصر وسوريا وإيران، وبعد أن خسرت مواردها من التهريب عبر الأنفاق «من واجب وحق مصر تدمير كل الأنفاق» وبالتالى فإن حماس تلعب ورقتها الأخيرة ولن توافق على اتفاقية طويلة لوقف إطلاق النار إلا إذا خرجت ببعض المكاسب، وفى مقدمتها فك الحصار الإسرائيلى على غزة وهو بلاشك حق مشروع وإنسانى للشعب الفلسطينى.
سادسا: لا يمكن القبول إنسانيا وأخلاقيا بحصار غزة لكن هذا الحصار ليس مسؤولية مصر - كما يروج البعض – بل هى مسؤولية إسرائيل، فهى التى كانت تحتل القطاع وتحاصر حاليا غزة بحرا وجوا وأرضا، وبالتالى ليس صحيحا أن حماس تشعل الحرب مع إسرائيل من أجل فتح المعبر مع مصر، لأن هناك معابر أخرى بين غزة وإسرائيل، ومن حق القطاع أن يتواصل بالبحر والجو مع العالم الخارجى، ومن ثم يجب أن تشمل أى اتفاقية لوقف إطلاق النار فك للحصار الإسرائيلى على غزة، وإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينين ووقف الاستيطان والعدوان على الفلسطينين فى الضفة والقطاع.
سابعا: من المستحيل أن تعزل مصر نفسها عن القضية الفلسطينية والأحداث فى غزة لأنها قضايا تتعلق بالأمن القومى المصرى، ولابد من العمل والتحرك الشعبى والرسمى لوقف العدوان الإسرائيلى، لكن لنعترف أن الأحداث تجاوزت المبادرة التى أطلقتها مصر فى الأسبوع الأول من العدوان، وبالتالى لابد من تطويرها وبحيث تشمل إشراك كل الفصائل الفلسطينية وإنهاء الحصار الإسرائيلى لغزة وإطلاق سراح المعتقلين فى سجون إسرائيل وبدء المفاوضات للتوصل إلى حل شامل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة