تستعد جماعة الإخوان الإرهابية لمظاهرات تصفها هى بالحاشدة يوم 30 أغسطس المقبل، وهى تسعى سعيا خائبا لزيادة أعداد الخارجين فى هذه المظاهرات من خلال العمليات الإرهابية التى تركز على تخريب محولات وأبراج الكهرباء فى المحافظات واستقطاب مجموعة هامشية مثل ما يسمى بـ«التيار الثالث».
وإذا كان مفهوماً أن تسعى جماعة الإخوان الإرهابية لتأليب الناس على الحكومة والرئاسة، وافتعال الأزمات حتى لا يعم الاستقرار بنسبة مائة فى المائة، فمن غير المفهوم أن تسعى مجموعات تحسب نفسها خارج سياق الإخوان وتحالفاتها إلى تكدير السلم العام وافتعال المشكلات، رغم حالة الطوارئ والحرب المعلنة التى تخوضها البلاد، والتى تقتضى تكافاً واتحاداً من جميع الفصائل الوطنية.
يتصور قادة الجماعة الإرهابية الفارون وأعضاء التنظيم الدولى من أردوغان إلى القرضاوى وإسماعيل هنية وإبراهيم منير وغيرهم، أن الشعب المصرى عبارة عن مجموعات بدون عقل تثور عندما يتعلق الوضع بنقص الكهرباء أو البنزين أو السلع الأساسية فقط، وهو تصور ساذج أحمق عن شعب عظيم يعرف لماذا يثور، وبالعودة إلى كل المظاهرات الشعبية الاحتجاجية وفى مقدمتها أحداث 18 و19 يناير التى عرفت بمظاهرات الخبز، نجد أن الشعب لم يخرج ضد رفع أسعار الخبز، وإنما اعتراضا على سياسات خاطئة فى مجملها تؤدى إلى زيادة الأعباء على الفقراء، وفتح المجال للفاسدين ليسيطروا على المجتمع، وهو ما استشعره الإنسان المصرى البسيط واللماح فخرج ثائرا محتجا.
واضعو الخطط للتنظيم الدولى للإخوان يتصرفون بدون عقل انطلاقاً من خطط قديمة على أساس أن ما جرى فى السابق يمكن نسخه وإعادة إحيائه فى اللحظة الحاضرة، وأن الجموع الحاشدة التى خرجت على مبارك لأنها فقيرة وضحية لسياساته المختلة خلال السنوات العشرة الأخيرة من حكمه، يمكنها أن تخرج ثائرة مرة أخرى بفعل العمليات التخريبية ضد أبراج ومحولات الكهرباء، وكأنها تتحرك آلياً!!
الوضع الآن مختلف تماما، فالمصرى اللماح الذى يعرف كل شىء لا يحركه حاكم أو حزب أو جماعة بالريموت أبدا، هو يعرف أن توجه الحكومة الآن لصالح البناء ولصالح النهضة الحقيقية وليست المزيفة، ولصالح الفقراء والمعوزين، ويعرف أن الإرهاب وليس السياسات الخاطئة وراء قطع الكهرباء أو على الأقل وراء تفاقم الأزمة، ويعرف أيضا أن قيادته الرشيدة تسعى بكل السبل لانتشال مصر من أزماتها الطاحنة بسواعد أبنائها وتضحياتهم، وليس عبر القروض التى تمثل أعباءً على الأجيال المقبلة أو عبر تقديم الرشاوى السلعية والوعود للأغلبية، ثم يستيقظون على كارثة!
لذلك، فالشعب الذى تحمل سنوات الحرب ما بعد 1967 وحتى تحقيق الانتصار فى 1973 عن وعى وفهم وإيمان، هو نفس الشعب القادر على تجاوز الأزمة الاقتصادية ومواجهة تحدى الإرهاب المدعوم غربيا، والمقصود منه أن يقوض الدول العربية جميعها جنوب المتوسط ومنطقة الخليج.
المصريون أيها الأغبياء فى الجماعة الإرهابية وتنظيمها الدولى سيساندون الإدارة المصرية طالما تعمل لصالح البلاد، وسيشدون الأحزمة ويتحملون الصعاب كما تحملوها سابقا، ومن يقرأ تاريخ المصريين، يرى ذلك فى المستقبل كما يرى تفاصيل اللحظة الراهنة، ولا عزاء لعميان البصيرة!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة