(بيع 700 امرأة أزيدية ومسيحية فى سوق بمدينة موصل العراقية).. كلمات نقلتنى من تقنية "مايكروسوفت" وثورة اتصالات جعلت العالم قرية صغيرة.. إلى عصر الجاهلية.. أصبحت واحدة من "الإماء" التى تُنتهك أجسادهن على مائدة لئام "داعش". لم تشفع دموع النخلات الشامخات التى أهداها العراق للعالم العربى مثل (صبيحة المدرس) أول إعلامية عربية عام 1946, (نزيهة الدليمى) أول وزيرة عربية عام 1959, (صبيحة الشيخ داوود أول قاضية عراقية عام 1956.. وغيرهن أسماء كثيرة تركن العالم والمرأة العراقية فى قمة عطائها الحضارى, والآن بعد 60 عاما تتحول إلى قطعة لحم تملأ بطون عصابة "أبوجهل" التى لا تشبع.
معاناة المرأة العراقية على مدى عصور تبدو بديهية فى إطار كونها جزءا من مأساة عامة ابتلى بها العراق, ويتجرع مرارتها كل من يعيش على أرضه, بصرف النظر عن الطائفة والانتماء العرقى.. أما أن يصل التبلد العالمى إلى كل المؤسسات, ويُصاب صوتها بالاحتباس أمام مشهد سوق الجوارى تحت مرأى ومسمع كل أجهزة رصد الطائرات الأمريكية وهى تراقب عبور مجموعات داعش الإرهابية بكل ترسانة أسلحتها من الحدود السورية إلى العراق لكى تستعيد من التاريخ البعيد أهوال التتار على يد "هولاكو" القرن الواحد والعشرين, فى مشاهد فاقت حتى أبشع الكوابيس رعبا ودموية.
"ديمقراطية" أمريكا النموذجية! لا يعنيها مشاهد بيع حفيدات المرأة العراقية بكل تاريخ مساهمات رائداتها فى إثراء الدور التنويرى للمرأة العربية, لكن طائرات هذه "الديمقراطية" طبعا لا تحتمل دقيقةتأخير عن مناطق تعدها أمريكا خطا أحمر ممنوع اقتراب أى جماعة إرهابية منها.. مثل مدينة أربيل التى تضم مجموعة كبيرة من المستشارين العسكريين الامريكان, بالإضافة الى مجموعة من الشركات الامريكية التى تعمل فى مختلف المجالات.. طبعا مع حقيقة أن مناطق تركيز البترول فى العراق تقع معظمها فى الشمال, بغداد أيضا تعتبر من المناطق المحرمة على داعش وغيرها لأنها تضم أكبر سفارة امريكية – سواء فى عدد الأفراد او المساحة- فى المنطقة العربية.
أمريكا لم يرق قلبها المفعم بالإنسانية! على جسد المرأة العراقية وهو يتمزق بين أنياب "أبوجهل" بقدر حرصها على إبقاء داعش داخل الإطار المحدود و المسموح به.
نادرا ما يذكر التاريخ القريب لحظة ذل وانكسار تهبط بالمرأة العربية إلى مرتبة أدنى من هذه, لو أخذ رد الفعل تجاه هذا الخبر أى إمرأة – كما ذهب بى- لنصبح جزءا من هذا المشهد.. نُعرض كسلع فى سوق الجوارى.. يشترينا أى "ثور" يتلذذ بنهش آدميتنا.. هذا هو كل التكريم الذى تستحقه الأم..الزوجة..الأخت!! بل إن القتل أو الذبح واعتبارهن ضمن ضحايا الإرهاب هو مصير أرحم من عصر السبايا و الجوارى.
إذا كانت "ديمقراطية" أمريكا تريد تحطيم المجتمع العربى – والعراقى تحديدا- عن طريق كسر المرأة باعتبارها الركيزة الأساسية التى تقوم عليها المجتمعات, فهى قطعا لن تستطيع كسر شموخ نخلات العراق.. لكن كل الخوف يكمن فى استعادة تهديدات أطلقها مسئولون أمريكان بعد حرب 1973 عن إعادة العرب إلى عصور الجاهلية وحرب "داحس و الغبراء" التى أصبحت الآن حروبا إسلامية-إسلامية.. وهذه الصور البشعة من سوق الجوارى هى أحد مظاهرها القبيحة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة