ناصر عراق

مصطفى حسين..أعجوبة الرسامين

الإثنين، 18 أغسطس 2014 03:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
برحيل الفنان الفذ الأستاذ مصطفى حسين فقدت الصحافة المصرية واحدًا من أمهر رساميها على الإطلاق، وبغياب هذا الرجل الاستثنائى خسرت مدرسة الكاريكاتير المصرية أكثر طلابها شهرة وحضورًا وتأثيرًا.

فى كتابى «تاريخ الرسم الصحفى فى مصر/ صدر عام 2002 عن دار ميريت» خصصت فصلا كاملا عن مصطفى حسين عنوانه «الفنان الذى أضحك الملايين»، وقد قلت فيه بالحرف ما يلى: «أزعم أن مصطفى حسين هو أشهر رسام كاريكاتير مصرى منذ عرف الناس الصحافة، ذلك أن غزارة إنتاجه المنشور فى أحد أهم الجرائد اليومية - الأخبار - علاوة على موهبته الخارقة فى الرسم، جعلته يحتل المركز الأول فى هذا الفن بامتياز».

تخرج مصطفى فى كلية الفنون الجميلة عام 1959، وقد سألت شيخ الرسامين الفنان الرائد حسين بيكار عن أهم وأنجب تلاميذه عندما كان يقوم بالتدريس فى الكلية فى خمسينيات القرن الماضى، فذكر مصطفى حسين بإعجاب ضمن عدد لا يتجاوز الخمسة طلاب!

العجيب أن هذا الفنان الموهوب ينشر رسومه فى الصحافة منذ عام 1953 أى وهو فى الثامنة عشر من عمره، كما أسهم فى تأسيس مجلة كروان سنة 1964، واختير رئيسًا لجمعية الكاريكاتير عام 1993.

باختصار شديد.. تتكئ عبقرية هذا الفنان المتفرد على تجسيد مشهد يضج بالحركة بأقل تكلفة فنية، إذا جاز القول، فلا ثرثرة تشكيلية، ولا خطوط مبعثرة يمينا وشمالا دون داع، الأمر الذى جعل الفنان الكبير جورج البهجورى يقول لى حين سألته عن مصطفى حسين ونحن نسير فى شوارع أسوان عام 1997 «إن مصطفى يتميز بقدرته على اصطياد ملامح المصريين وتأكيد أبرز ما فى وجوههم من خصال، مثل شفة غليظة تتدلى، أو حاجب كثيف أشعث، أو أنف معقوف أو كرش مضحك..إلى آخره».

أذكر أننى التقيت مصطفى حسين غير مرة، وحين سألته عن سر مهاراته الباذخة فى الرسم وهل ورثها عن أبيه؟ ضحك وقال لى «ليس فى عائلتى أحد كان يهتم بالرسم على الإطلاق».
أجل.. إن مصطفى حسين يستحق المجد الذى بلغه، وهو مجد عظيم لو تعلمون.. فليرحمه الله.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة