صفحات بيضاء.. فى البدء تكون القلوب، أول ما يأتى البشر إلى هذه الدنيا.
وبعض الأطفال لا يكبرون أبداً، ويظلوا حبيسى صدورهم طوال العمر، ومثل كل الصغار الذين يحبون الرسومات، يظل الواحد منهم يرسم بريشة البراءة، وألوان الأحلام الزاهية، رسوماً بدائية جميلة على القلب، وردة حمراء، قرص الشمس حنون مركب صغير فى بحر الحياة.
هؤلاء تظل قلوبهم مشرقة مضيئة تظل قلوبهم قلوب أطفال، والأطفال أحباب الله!
وبعض الأطفال يفضلون ألعاب الحرب ومناوراتها ولا يقتصر الأمر على أن يلعبوا لعبة «عسكر وحرامية» فى طفولتهم. والمطاردات الصبيانية بدمى خشبية على شكل جنود وبنادق ودبابات من ألعاب الأطفال.
هؤلاء منهم من يحترف لعبة العنف والسيطرة والأنانية، فيطلقون الرصاصات الوهمية فى الصغر والحقيقية فى الكبر على قلوب غيرهم. فتنزف وتسيل الدماء، أو تتلقى قلوبهم رصاصات من يلعبون معهم، فتكون مذبحة القلوب التى نراها كل يوم فى الحياة!
وبعض الأطفال بسبب وبلا سبب يميلون إلى تلطيخ وتلويث وكسر كل ما تقع عليه أيديهم، وبعد أن يشعر الطفل منهم بالانفعال والإثارة إذا كسر آنية زهور، يدمن الحصول على هذه المشاعر السوداء فى الكبر، فيلقى بالحبر على ملابس وكراريس زملائه فى المدرسة، ثم ينهش بالنميمة أو الغيبة سيرة الناس، ويأكل لحومهم وأغراضهم وهم على قيد الحياة وهو كبير!
كل الناس كانوا طيبين وملائكة فى يوم من الأيام، وهو يوم واحد فى العمر، يوم ميلاد الإنسان.
والزمن لن يرتكب كل هذه الجرائم فى حق البشر، وإنما الذى فعلها هم البشر أنفسهم.
أنا مسؤول عما فعلته بك وما فعلته بنفسى من شك وظن وحقد وقسوة، وكذلك أنت!.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة