الكم الكبير من المسلسلات المصرية المعروضة الآن يشير إلى مسألة بالغة الأهمية، وهى أن عجلة إنتاج الدراما التليفزيونية تدور بانتظام وبسرعة كبيرة، الأمر الذى يوضح عدة مسائل، منها أن هذا الكم ما كان له أن يتحقق لو كانت الدولة فى حالة ارتباك واضطراب، فالإنتاج الفنى الضخم فى حاجة دومًا إلى مساحة من استتباب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ليحقق النتائج المرجوة. والمسألة الثانية تؤكد أن صناعة الدراما فى ازدهار،وبالتالى استقرار كل العاملين فيها وحولها (الإعلانات المصاحبة فى الفضائيات/ إعلانات الشوارع/ التغطية الصحفية اليومية)، أما المسألة الثالثة، فهى أن الدراما المصرية كانت ومازالت هى الدراما الأم التى تجذب إليها المشاهد العربى أيًا ما كان، وأن النجوم المصريين يحصدون باستمرار إعجاب الجمهور العربى من الماء إلى الماء.. أى من المحيط إلى الخليج.
هذا عن الإشارت الإيجابية الكامنة وراء غزارة الإنتاج الدرامى فى رمضان هذا العام، لكنى كما تلاحظ لم أتحدث عن مستوى الإجادة فى هذه المسلسلات، وأنت أدرى الناس بأنه من المستحيل متابعة كل الأعمال المعروضة، ومع ذلك يمكننا القول، إن هناك مسلسلات أخفقت فى إقناع المشاهد منذ الحلقة الأولى مثل (صديق العمر) الذى يتناول العلاقة بين عبدالناصر وعبدالحكيم عامر، وأظن أن السبب الأول فى إخفاق هذا المسلسل يعود إلى عدم تصديق الجمهور للممثل جمال سليمان فى تصديه لأداء دور زعيم وطنى يعرفه كل الناس، برغم أن جمال سليمان ممثل جيد! ربما لكونه لم يتخلص من لكنته السورية الجميلة، لكن عبدالناصر لم يكن يتحدث إلا باللهجة المصرية أى القاهرية، وربما يعود الفشل لارتباك البناء الدرامى!
أما الجبابرة الثلاثة، أقصد عادل إمام (صاحب السعادة)، ويحيى الفخرانى (دهشة) ومحمود عبدالعزيز (جبل الحلال) فيسكنون أكرم ركن فى قلوب المشاهدين المصريين، وأعمالهم تلقى الرواج والمتابعة الكثيفة منذ القرن الماضى، أما مسلسل «دلع البنات» تأليف صديقنا الكاتب والروائى الموهوب محمد صلاح العزب فيحصد اهتمام الناس وإعجابهم نظرًا لكونه مكتوبا بخفة ظل ورشاقة محببة. هذه جولة سريعة فى دنيا المسلسلات المشتعلة فى رمضان!.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة