إذا كانت إسرائيل قد ابتهجت لأن الفلسطينيين فى غزة يعيشون فى ظلام دامس بعد أن دمرت أكبر محطة كهرباء فى القطاع أول أمس الثلاثاء 29 يوليو، فنستطيع الجزم بأن مستقبل الدولة اليهودية مظلم وشديد العتمة، وأنها خارج الزمن المقبل بكل تأكيد!
أرجو ألا تظن أننى أكتب هذا الكلام من باب السباحة فى بحر الأمنيات، أو من باب الصبر على المكاره الإسرائيلية دون مواجهتها، وإنما أكتبه لأن حكمة التاريخ تعلمنا أن ما من دولة تمكنت من البقاء طويلا إذا اعتدت على جيرانها بكل هذه القسوة، فما بالك بإسرائيل، وهى دولة مفتعلة بالأساس، ولا تملك جذورًا حقيقية فى المنطقة.
لن يفهم قادة الدولة العبرية أبدًا أن زمن الدول الدينية قد انتهى، وأن التجارة فى الدين والكذب على الناس والادعاء بإقامة دولة الخلافة أو دولة على أرض المعاد أو ما شابه لن يصمد أمام تطور العقل الإنسانى واكتشافه زيف هذه المقولات وفسادها، فالمجتمعات البشرية تتجه نحو التقدم، وسوف تتخلص من الخرافات التى تتكئ عليها دولة إسرائيل، كما أنه ليس من المعقول أن تحرّك حفنة من الحاخامات القساة الساسة والسياسيين.
طبعًا أنت تدرى أن إسرائيل تستخدم الدين كغطاء لمصالح ضخمة، فقد انتشرت تقارير تقول إن هناك بئر غاز فى قاع البحر الأبيض المتوسط أمام سواحل غزة، يختزن غازا بمليارات الدولارات وفقا للخريطة التى نشرتها وكالة «يو إس جيولوجيكل سيرفى» كما ذكر الكاتب الصحفى عاصم حنفى فى المصرى اليوم أمس الأربعاء، لذا فإن المدينة الحزينة تدفع ثمن إصرار إسرائيل على احتلال غزة والسيطرة على منابع هذا الكنز الجديد، وما الدعم الأمريكى المشبوه سوى تأكيد لهذه الخطة الجهنمية.
أكثر من 1120 شهيدًا فلسطينيًا فى 23 يومًا حتى كتابة هذه السطور، فضلا عن مئات المصابين، ومع ذلك فلا أمل لبقاء إسرائيل فى المنطقة، ولا مستقبل آمن لمصر إذا ظلت حدودنا الشرقية مأوى لتجار الدين والغاز والسلاح، وحين تدرك شعوبنا أن المصالح هى التى تحرك الدول، ستعرف جيدًا كيف تبنى مستقبلها وتقضى على الجرثومة اليهودية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة