إبراهيم عبد المجيد

«كل سنة وانتم طيبين»!

الجمعة، 25 يوليو 2014 07:04 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه المرة لم نلتق صدفة على المقهى. هاتفته على التليفون المحمول وقلت له:
- نحن على أبواب العيد؟ كل سنة وأنت طيب.
قال لى:
- وأنت طيب لكن هل لن أراك فى العيد. أعرف انك لم تترك البيت فى رمضان بالنهار، وأعرف أنك مشتاق إلى المقهى بالنهار. العيد فرصة.
قلت:
- سأغادر القاهرة فى العيد وهكذا لن أراك إلا بعد العيد.
قال:
- أمرك غريب. تكلمنى كأن العيد غدا. باقى خمسة أيام على العيد. دعنا نلتقى مرة بالليل. ما رأيك غدا. عندى كلام كتير أريد أن أقوله لك.
لم أستطع المقاومة. ثم كيف أرفض له طلبا وهو الذى يخفف عنى كلما ادلهمت الأمور حولى.
التقينا فإذا به يجلس صامتا. لم تكن معه الصحف القديمة التى لا تفارقه. رآنى أنظر إلى يديه فقال:
- تركتها وقررت التعود على الصحف الجديدة بعض الشىء. اشتريت خمس صحف.
- أين هى؟
- قرأتها فى البيت ووجدت أنها ثقيلة علىّ لا أستطيع حملها.
نظرت له بدهشة وابتسمت. قلت:
- لا تستطيع حمل خمس صحف.
قال وهو يهز رأسه:
- لا تتعجب. الأخبار الصادمة فيها كثيرة. صحيح أننا تعودناها لكن هذه المرة فوق الخيال لأنها كلها تحدث فى شهر رمضان الفضيل.
- تقصد ما يحدث فى العراق وفى سوريا وفى غزة.
سكت ولم يرد. قلت:
- ومصر طبعا. حادث الفرافرة البشع.
- لم يرد.
- هل هناك أشياء أخرى؟
لم يرد:
- قلت تقصد ليبيا مثلا. نحن نعرف أنها على سطح صفيح ساخن.
سكت.
- ما الذى جرى؟ فيم تفكر.
- داعش.
- مالها داعش. عرفنا ما تفعله. كسبت الآن لكنها ستنتهى كما انتهى الإخوان المسلمون فى مصر وكما ينتهون فى الدنيا.
نظر إلى متعجبا وقال:
- ألا تتابع ما يحدث؟
قلت:
- أتابع. أعرف أنهم أخرجوا المسيحيين من بلادهم. بلاد المسيحيين أقصد الذين عاشوا فيها قبل الإسلام. بل وأرى العالم ساكت عن هذه الجريمة وبالذات أوروبا وأمريكا ومنظمات حقوق الإنسان العالمية. وأتصور أن إسرائيل ستجد فرصة لإعلان الدولة اليهودية. تخرج المسلمين منها والمسيحيين وتقول كما فعلتم فعلنا.
- ليس هذا ما أقصده. أعرف أنه لا فرق بين داعش وإسرائيل ولا هذه الجماعات الإرهابية وإسرائيل. لكن ليس هذا ما أقصده. زهقت من السياسة..
قلت ضاحكا:
- إذن قل لى فيم تفكر ولماذا أردت أن ترانى؟
- داعش.
قال ذلك فانفجرت ضاحكا:
- تانى؟
- شفت آخر قرار للخليفة بتاعهم؟
- لا.
- قرر ختان اتنين مليون فتاة دفعة واحدة.
- بتقول إيه؟ اتنين مليون؟
- أيوه.
- وهو فيه اتنين مليون بنت طفلة فى الموصل؟
- لا طبعا. أكيد الكبار قبل الصغار.
- أنت مجنون؟
- ادخل على النت وشوف الأخبار.
- ودا إيه دخله فى دولة الشام والعراق. الحلم الأسود بتاعهم.
- إيه دخله؟ داهو دا الموضوع. عراق إيه وشام إيه. الختان عادى فى العراق. لكن أكيد فيه عائلات مابتعملوش. هو قرر كله مرة واحدة. وما دام قال اتنين مليون يبقى كبير وصغير زى ماقلت لك واهم يتفرجوا على البنات.
- يا راجل قول كلام غير ده. دا العالم كله يقف قصادهم.
- كان وقف لما طردوا المسيحيين. بناتنا وإحنا حرين فيهم.
- مش ممكن برضه.
نظر لى متعجبا وقال:
- ليه مش ممكن؟ ما كل الشيوخ عندنا بيتكلمو فى الحكاية دى. كلهم تقريبا مع الختان.
- بس فيه قدهم عشر مرات مش مع الختان.
- أنت مش بتابع كلام الكبار فيهم. اللى قال لك الأم لا ترتدى مثلا ستريتش قدام عيالها دا يفرق إيه عن اللى عايز يختن اتنين مليون. كله شايف إن المرأة شيطان وإن الدين لا يكتمل إلا إذا كانت المرأة على مزاجهم. حاجة ماتشوفهاش وإذا شفتها ماتعرفهاش وإذا عرفتها ماتسمعهاش.
- سبحان ربى العظيم.
قلت ذلك شبه يائس. ثم أردفت:
- والمسلمين بيتقتلوا فى غزة وفى سوريا وفى إندونيسيا وكل العالم. يعنى ختان اتنين مليون حيخلى الدنيا بمبى.
وسكتنا قليلا لا نجد ما نقوله حتى قال:
- اللى زينا ماكانش لازم يعيش لحد ما يشوف اليوم ده. أنا أعرف العجايب والغرايب والأساطير كمان لكن ماشفتش أعجب ولا أغرب من اللى بيعملوه المسلمين فى بعض. دا حتى حيعاقبوا الحلاق اللى يتأخر عن العمل..









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة