أعلم أن التركة ثقيلة جدا، وأن التحديات صعبة للغاية، وأن ميراث الفساد والتواكل ضارب فى مفاصل ودواليب المؤسسات، وأن عناصر الطابور الخامس تعمل مثل السوس فى نخر وتخريب أى إصلاح أو ترميم.
وأعلم أننا مازلنا نخوض حربا ضد عدة دول تدعم الإرهاب وتسعى علانية لتركيع مصر وتخريبها وإغراقها فى الفوضى، وإننا نقاتل على عدة جبهات دفعة واحدة.
وأعلم أن الفقر والبطالة والمرض ثالوث شيطانى يحتاج إلى جراحة سريعة وسياسات ناجحة قبل أن يتحول إلى طوفان يجرف الملايين إلى الغضب والفوضى.
ومع ذلك عندى أمل أن تقوم الإدارة المصرية الوطنية باستعادة الدولة لمواجهة كل هذه التحديات مجتمعة، أو بمعنى آخر عندى أمل بأن تنجح الإدارة المصرية فى استعادة الدولة، والتى بدونها لن تستطيع مواجهة كل التحديات السابقة.
استعادة الدولة يعنى الإسراع بإجراء ترتيبات للمؤسسات والإدارات والأجهزة الحاكمة، بحيث تتقدم إلى صفوف القيادة العليا والوسيطة والكفاءات المتفانية، وتطرد منها كل من ثبت عليه شبهات فساد أو تقاعس أو فشل، أو يؤدى بنفس طريقة المؤسسات والأجهزة فى عصر مبارك، تكوين «ظهر» أو جمعية منتفعين وشبكة مصالح فى مؤسسات وأجهزة ورجال أعمال حتى يستمر فى عمله أطول فترة ممكنة!
استعادة الدولة المصرية لن تتحقق إلاّ بالإيمان بهذا الوطن، بالتجرد فى خدمته والسهر على مصالحه، بتقديم المصالح العامة على المصلحة الشخصية، بالتكامل مع الإرادات الوطنية الأخرى والاستناد إلى الكفاءات فقط.
ما يحدث على الأرض، وما يتجلى أمامنا من هزائم صغيرة، يكشف عن ثغرات ضخمة فى الإدارة وعن كفاءات غائبة عن مواقعها، وعن اجتهاد ناقص وعن سيادة منهج رد الفعل بدلا من منهج الجهد الاستباقى الذى يمنع الكوارث ويضع الخطط البديلة ويستشرف الخطر، ويضع استراتيجيات المستقبل ويتعامل مع ما تعنيه مصالح دولة بحجم مصر إقليميا وعالميا.
ما يحدث على الأرض، يكشف لى ولغيرى أن عملية إعادة الهيكلة الضرورية للمصالح والأجهزة الأساسية فى الدولة، لم تتم بالسرعة والكفاءة الواجبة، ومن ثم تتراجع فرص مواجهة التحديات الخارجية والداخلية التى أشرنا لها فى البداية، وهو ما يجعلنى أضع يدى على قلبى وأدعو للبلد أن يجد من أبنائه من يخلص له وحده ولا ينشغل بصراع شخصى أو مصلحة مكتسبة، والله والوطن من وراء القصد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة