دينا شرف الدين

رمضان شهر الصيام والقيام لا المقالب والمسلسلات

الجمعة، 18 يوليو 2014 06:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وبما أنه كما نعلم وكما يجب أن يعلم كل الجاهلين أو المتجاهلين، أن رمضان شهر العبادات، نرجو من الله أن يبلغنا إياه، وندعوه أن يجعلنا من الفائزين بغفرانه وعفوه فى لياليه الكريمة.

ولكن بكل أسف هناك من يسعى جاهدًا للحصول على أكبر مكاسب مادية ممكنة من خلال المتاجرة بأعمال رخيصة دون المستوى، لا تقل عن كونها فتن من شأنها أن تكون حائلًا بين الناس وبين أجواء وروحانيات شهر رمضان كما عهدناها منذ قديم الزمان.

هل ارتبط شهر رمضان بالبذاءات والعرى والمقالب السمجة، والمسلسلات التى لا حصر لها ولا فائدة منها؟

لقد اعتدنا سابقًا على الطقوس الرمضانية التى تتسم ببعض الترفية والتسلية، مثل فوازير رمضان الجميلة التى تألقت بها نيللى وشيريهان وسمير غانم، كذلك فرازير عمو فؤاد.

لا ضرر ولا ضرار أن تكون هناك بعض المواد الإعلامية الخفيفة المسلية فى شهر رمضان.

كذلك ارتبط شهر رمضان بشكل أساسى بالمسلسل الدينى والتاريخى الذى يتناسب وهذا الشهر الكريم، والذى يستفيد منه المشاهد دينيًا وتاريخيًا، ألم يعد هناك مكانًا لهذه الأعمال وسط هذا الطوفان الجارف من الأعمال التى لا تسمن ولا تغنى من جوع؟

كما ارتبطنا جميعًا بمسلسلات رمضان التى كانت لا تتجاوز الستة أو ثمانية مسلسلات على الأكثر، والتى كانت فى معظمها علامات محفورة فى تاريخ الدراما التليفزيونية، وكذلك فى وجدان المصريين حتى الآن.

حيث كانت تلك الأعمال الدرامية لها التأثير الأكبر فى ترسيخ العديد من القيم العقلية والإنسانية فى وجدان المشاهدين بفعالية أكبر من أى وسيلة تعليمية أخرى.

لماذا اختفت كل هذه الأعمال ذات القيمة من حيث نجومها وكتابها ومخرجيها؟ أين توارى العظماء وتصدر المشهد الأقزام وأنصاف الموهوبين؟

لم الإصرار على إلصاق كل ما هو مستفز وغير أخلاقى بشهر رمضان المبارك؟ ومن بيده زمام الأمور التى وصلت إلى هذا التدنى السافر؟

ما الداعى لكل هذا العدد من برامج المقالب السخيفة، وكل هذا الكم من المسلسلات الرديئة، التى من شأنها ترسيخ البذاءات فى لغة المصريين، والتى لا تمت للواقع المصرى بأى صلة، من حيث الملابس والديكورات والموضوعات المتناولة.

حتى كبار النجوم الذين يشاركون فى تلك المهازل من باب العمل أفضل من قلته قد شاركوا فى هذه الجرائم التى جعلت من الدراما المصرية التى كانت توصف سابقًا بالعملاقة، مجرد اسكتشات فارغة من محتواها، منفصلة عن الواقع، تمر على ذاكرة المشاهد مرور الكرام، ثم لا يذكرها ثانية، مثلما يتذكر أعمالًا مرت عليها عقود، بل ويحفظ بعض كلمات مشاهدها بالحرف الواحد، ذلك لأنها كانت ومازالت أعمالًا قيمة تربى عليها وتعلم منها أجيال، بذل القائمون عليها مجهودًا كبيرًا كان من شأنه أن يصيب بها المشاهد بحيث تستقر فى وجدانه وتُحفر فى ذاكرته.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة