محمد فودة

محمد فودة يكتب.. عودة «الروح» للسياحة المصرية

السبت، 12 يوليو 2014 03:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قرار ألمانيا وإيطاليا بإلغاء حظر السفر إلى مصر بداية الطريق و«الإعلام الإيجابى» يصنع المعجزات.

القرار الشجاع الذى اتخذته ألمانيا وإيطاليا بإلغاء حظر السفر إلى مصر والسماح بالذهاب إلى شرم الشيخ باعتبارها مدينة بعيدة عن مناطق العنف الذى يجرى فى بقية أنحاء سيناء، تكمن أهميته الحقيقية ليس فقط فى أنه جاء من دولتين تمثلان ثقلاً كبيرا فى السياحة الأوروبية الوافدة إلى مصر، وأيضاً ليس فى كونه مؤشراً لتغيير مواقف بعض الدول الأوربية تجاه مصر خاصة أن هذه الدول كانت إلى وقت قريب فى مقدمة الدول الرافضة لما يجرى على أرض مصر فى أعقاب قيام ثورة 30 يونيو، وإنما القيمة الحقيقة لهذا القرار أنه يشير إلى أن ما يتم بذله من جهود كبيرة لتغيير الصورة المغلوطة عن مصر فى الكثير من دول العالم قد أسفر عن شىء مفيد، ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه حينما تكون لدينا رؤى وأفكار واستراتيجيات واضحة يتم تنفيذها بدقة وبحرفية فإننا بكل تأكيد سوف نجنى من ورائها الكثير والكثير من الإنجازات غير المسبوقة، والحق يقال فإن هذه الجهود الكبيرة المبذولة من أجل عودة الروح للسياحة المصرية التى تأثرت كثيراً جداً فى أعقاب ثورة 25 يناير، يقف خلفها جندى مجهول اسمه هشام زعزوع وزير السياحة، فالرجل يعمل فى صمت تام وبعيداً عن الصخب الإعلامى وبعيداً عن «التصريحات الجوفاء» والأحلام الوردية فهو يتعامل مع الواقع بصدق وشفافية، ويعمل ليل نهار سواء فى الداخل أو الخارج فى وقت واحد فتجده هو مساعديه كأنهم يعملون داخل خلية نحل الكل يعمل والكل يعرف ما سيفعله وما يجب أن يفعله وفى أى وقت ينجزه.

لقد تحولت وزارة السياحة على يد هشام زعزوع إلى ما يشبه الكتيبة القتالية، نعم فهى كتيبة من نوع خاص فالتحرك على المستوى الخارجى فى مرحلة من أدق المراحل التى يمر بها الوطن يتطلب نوعا من الحكمة فى إدارة الملف السياحى ويتطلب خبرات على مستوى عال من الكفاءة تتمتع بروح قتالية، لذا فليس من المستغرب أن نجد وزارة السياحة وهى تقتحم أصحاب المشكلة فى عقر دارهم فتحولت مكاتبنا السياحية فى أوروبا بفضل فكر وذكاء هشام زعزوع إلى ما يشبه «العمل الدبلوماسى» مستخدمين الوسائط المتعددة فى توضيح الصورة الحقيقية لمصر التى تسير الآن فى الطريق الصحيح نحو التحول الديمقراطى الذى رسمته وحددته خارطة المستقبل.

وهنا أحب أن أشير إلى مسألة فى غاية الأهمية وهى أن «الإعلام الإيجابى» لعب دوراً كبيراً أيضا فى رسم تلك الملامح الجيدة لمصر فى أذهان الغرب بل وساهم بشكل واضح فى تغيير الصورة المغلوطة عن مصر التى ظلت لسنوات منذ ثورة يناير وحتى وقت قريب، وهو ما كنا نطالب به مراراً وتكراراً من قبل، وهو ما كان يطمح إليه أيضا وزير السياحة لإيمانه القوى بأن الإعلام يلعب دورا مهما فى المنظومة السياحية وأن الإعلام كلما كان إيجابيا فى تناوله للأحداث كلما كانت النتائج أكثر إيجابية، وهو ما قد ظهر بوضوح فى الخطوة التى اتخذتها ألمانيا وإيطاليا بتعديل قرار حظر سفر مواطنيها إلى مصر فإن لم تكن تلك الدول لديها قناعة تامة بأن مصر تغيرت بالفعل فإنه من الصعب أن تقوم بهذه الخطوة على الإطلاق.. وبالطبع فإن تلك الدول تعتمد فى الأساس على ما تبثه وسائل الإعلام من صور حية من داخل مصر فإن كان هذا الإعلام سلبيا فإن الصورة فى هذه الحالة ستزداد قتامة وإن كان إيجابيا فإنها بكل تأكيد سوف تعطى بارقة أمل فى أن شيئاً ما يتغير فى مصر وأن هناك بالفعل ما يدعو إلى التفاؤل.

لتقد توقفت أمام تلك الكلمة «الرائعة» التى قالها السفير الإيطالى بالقاهرة ماريو مسارى فى مؤتمر صحفى عقده قعب صدور قرار بلاده بإلغاء حظر سفر المواطنين الإيطاليين إلى مصر، حيث قال إن هناك تنسيقاً بين إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبى فى هذا الشأن معتبراً أن قرار ألمانيا وإيطاليا فى هذا الصدد يعد قراراً إيجابياً ولم يكتف السفير الإيطالى بهذ القول وحسب بل ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك حيث قال إن هذا القرار من شأنه أن يدفع السياحة المصرية إلى الأمام لما تمثله السياحة الألمانية والإيطالية من أهمية كبرى بالنسبة للسياحة المصرية، مشيراً إلى أنه سيتم خلال أكتوبر المقبل مؤتمر عالمى كبير فى الأقصر بمناسبة مرور 110 سنوات على اكتشاف مقبرة نفرتارى وهذا بالطبع سيكون له عظيم الأثر فى جذب المزيد من أعداد السائحين ليس من إيطاليا فقط بل من أوروبا كلها.

وهنا تكمن أهمية أن يتوافر لدينا «الإعلام الإيجابى» الذى تكون مهمته محددة فى تقديم صورة مصر الحضارية إلى العالم والتركيز على الجوانب المضيئة فى حيانا لأن ذلك أصبح ضرورة محلة تفرضها ظروفنا الحالية حيث لايوجد لدينا أى خيار آخر غير «عودة الروح» مجددا إلى قطاع السياحة الذى كان يمثل أحد أهم وأبرز روافد الدخل القومى المصرى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة