ناصر عراق

جدية الألمان ورخاوة البرازيل

الخميس، 10 يوليو 2014 04:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشاهد فريق البرازيل بانتظام منذ كنت طفلا بداية من كأس العالم 1970، لكنى لم أرها بهذا الهزال إلا فى مباراتها الفضيحة مع ألمانيا مساء أول أمس 8 يوليو، والتى انتهت بنتيجة غرائبية، حيث دغدغ الألمان شباك البرازيل بسبعة أهداف مقابل هدف يتيم لأصحاب الفانلة الصفراء.
لماذا عجز الفريق البرازيلى عن السباحة فى البحر الألمانى؟ وكيف تمكن أبناء أوروبا من تحطيم المهارات البرازيلية الشائعة وإغراق أصحابها فى بحرهم المتلاطم الأمواج؟ هل فقد لاعبو السامبا شهيتهم لكرة القدم بعد أن غاب نجمهم نيمار بسبب الإصابة؟ أم أن الغرور البرازيلى فاق الحد وظنوا أن الألمان لقمة سائغة سهلة الهضم؟ إن هذه المباراة النادرة فى تاريخ كأس العالم تضج بدروس عديدة لمن يتأملها جيدًا، خاصة وأن الهزيمة الصاخبة حدثت لفريق يلعب فى بلده وسط أهله وجمهوره!
فى ظنى أن أوروبا مازالت تعطى العالم دروسًا بالغة الأهمية فى الجدية والانضباط وإتقان العمل حتى فى مجال الألعاب الرياضية، وأن لاعبى الألمان هم أبناء بررة للمنظومة الأوروبية التى استقرت منذ عصر النهضة قبل خمسة قرون، هذه المنظومة تتكئ على التخطيط الجيد والتنفيذ السليم، وقد حققت أوروبا نهضتها المدهشة وتفوقها على العالم حتى الآن نتيجة إيمانها الكامل بالعلم والدرس والتخطيط والانكباب على العمل.
ما من أحد شاهد المباراة الفضيحة إلا وانتابه شعور بالعجب من قدرة الألمان على التمرير الدقيق والمراوغة الذكية والانقضاض الجاد على الكرة، فضلا عن اللياقة البدنية الفائقة التى يتمتع بها لاعبو الألمان، وهى لياقة تكونت نتجية عوامل عدة من أول النظام الغذائى السليم حتى التدريب اليومى الشاق لعدة ساعات. لقد أثبتت مباراة ألمانيا والبرازيل أن الجدية أهم من المهارة وأن الغرور يقتل أصحابه، وأن الانضباط هو مفتاح السر لكل من يبغى النجاح، وأن إتقان العمل ضرورة قصوى لكل من يصبو إلى التفوق.
ليت شعوبنا العربية تتعلم من مباراة أمس كيف تنهض من وهدة التخلف التى تغرق فيها، وليتنا فى مصر ندرك أننا أضعنا الكثير بسبب الرخاوة وعدم الجدية، فلا مستقبل إلا للجادين المنضبطين !








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة