ذكرياتنا هى أعمارنا الحقيقية.
هى دنيانا التى عشناها بالحلو والمر، بالفرح والشقاوة، هى ابتساماتنا حين كانت من القلب، ودموعنا حين أمطرها الوجدان.
وذكرياتنا معًا هى صورة حكايتنا معًا، هى كتاب قصة حبنا وعمرنا الحقيقى.. دفتر أيام العمر الجميل الذى ليته يعود، إذا صفا وأراد الزمان، لكن الزمان قلّ ما يصفو، ويريد ما يريد.
فى كل صفحة من صفحات ذكرياتنا لنا حكاية ليس لها مثيل بين الحكايات، ونادرة لم تأت بها من قبل كتب النوادر والغرائب.
هنا التقينا وأحببنا المكان، وإلى هناك ذهبنا وعشقنا المكان.. فى هذا الشارع سرنا واليد فى اليد، والعين ترنو إلى العين، والقلب يدق للقلب.. وفى هذا الشارع جلسنا خلف نافذة والمطر يغمر الطرقات، ويغسل الجراح، ويدق بالفرحة فى القلوب البريئة.
وفوق هذا السحاب طرنا علنًا نلامس أحلامنا، ونمازج بين الواقع والحلم، ونهرب من قيود الأرض، لكن السحاب مهما طار بنا كان دائمًا فى النهاية يعود بنا إلى أرض الواقع الحزين.
وكنا فى كل لحظة نحاول فى استمامة أن نوقف عقارب الزمن ونحن فى أرض السعادة، لعل صورتنا فى هذا أو ذاك المكان تبقينا حتى إلى الأبد!
وفى دفتر ذكرياتنا الكثير من الحب لكل الناس، فالقلب الذى يحب يتسع لحب كل الناس.. الدنيا، نلقى تحية الصباح على شىء عجوز، نداعب قارئة فنجان ونسمعها تكذب ونحن نبتسم، نتعلق بكمسارى الأوتوبيس العجوز، ونسجل كل كبيرة وصغيرة فى دفتر الذكريات.
سوف يذهب كل شىء، ما نلمسه بأيدينا ونراه بعيوننا سوف تنتهى الأعياد، وتذهب الأفراح للنور بلا عودة، سوف يسدل الستار ويغادر الجميع أماكنهم، ويخلع الممثلون ملابس الأبطال، ويكشف المهرج عن ضحكة حقيقية خلف الدمعة المرسومة باللون الأحمر على وجهه!
وسوف أذهب فى دورى مع الجميع.. لكنى بالتأكيد سأكون متفردًا ورائعًا عنهم جميعًا.
لأنى أحملك فى ذكرياتى!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة