محمد فودة

محمد فودة يكتب.. أقول لشهر رمضان: لتكن نبع التصالح ومن ضميرك مكارم الأخلاق

الإثنين، 30 يونيو 2014 08:34 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هى ليست أيام تمر وتعبر وليست أرقاما تسحب من أوراق شجرة الحياة.. وإنما هى عمر من المحبة والود والتصالح، عمر من الصفاء يتخلل دمائى وأعصابى ويعيد ترتيب حياتى.. لأرى الصالح أمامى هو اللون الغالب.. وأرى الثمرة الجيدة تلمع بدفئها أمامى وتعطينى أملاً فى الغد.. إنها أيام شهر رمضان المبارك.. التى تغسلنى فى كل عام، وتعيدنى طفلاً بريئاً نقياً، وإن كنا بدأنا الشهر الكريم هذا العام فى جو غير أى عام آخر، فإننا نطلب من الله أن يعبر بمصر من هذه الأزمات المتراكمة لسنوات.. أزمات اقتصادية وسياحية واجتماعية.. يجىء رمضان هذا العام فى أول استحقاق رئاسى للمشير الرئيس السيسى، وأطلب من الله أن يقويه ويلهمه الصواب فى كل قراراته، وأن يكون فاتحة خير عليه بإذن الله وعلى بلادنا.. نحن فى هذا الشهر الكريم لا نحس إلا أننا أرواح خفيفة طائرة أكثر من أجساد ثقيلة. ومن هذا المفهوم أتمنى أن تتغلب الأرواح على الأجساد وتنتصر قيمة الروح على شهوة الجسد وتنطلق نفوسنا إلى حيث السمو وإلى صوب السماوات العليا، حيث النور الدائم بعيدا عن الظلام وبعيدا عن الأحقاد وبعيدا عن حروب الأرض المتعاقبة.. أطلب من الله عز وجل وبشفاعة نبينا سيد الأنبياء وخاتم الأنبياء محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام أن يعيد لمصر بهاءها وقدرها وما تستحقه من تاريخ ومجد.. إنه شهر النصر وقد شهد أعظم انتصار عربى على العدو الصهيونى فى السادس من أكتوبر 1973. حرب العاشر من رمضان المجيدة.. حيث انقض الجنود الصائمون على العدو رافعين شعار «الله أكبر» وانتصر العرب بعد عناء سنوات من التراجع.. فى رحاب هذا النصر نستعين بالله سبحانه وتعالى أن تستمر روح النصر فى نفوس جنودنا وفى نفوس شبابنا وشعبنا كبارا وصغارا نساء ورجالا.. نحن فى سنوات التحدى، حيث يتربص بنا أكثر من دولة وقوى خارجية.. ونطلب من العليم القدير الجبار أن يعلى من كرامة مصر فى مواجهة هذه التحديات، وأن ينصر مصر الصابرة على هؤلاء غير المخلصين.. والساعين بحقد نحو تفريق الصف فى الوطن الواحد.. وبإذن الله لن ينالوا غير الهزيمة والسقوط، ونحن فى حضرة شهر رمضان الكريم أتمنى من الله أن يعم الحب كل أرجاء مصر ويعود الغائب ويلم الوطن شمله ونجتمع جميعاً على كلمة واحدة وعلى صف واحد وعلى قناعة أن الوطن لنا جميعا.. فى هذا الشهر نطلب رفع الغضب عنا.. نطلب المحبة الشاملة وأن يزول البغض والكراهية وأن تسود مكارم الأخلاق، وأن يكون التصالح هو شعار هذا الشهر المقدس.. أتمنى أن ننسى العداء والاعتداء والعداوة وطالما نحن أبناء وطن واحد. فلنلتف حول الحق ونعود إلى الصواب وإلى الحكمة وإلى الهدوء فى أفعالنا ونترك لغة السلاح فى مواجهة الحوار طالما أتاحه الله لنا.. فى ظل المرحلة التى تعيشها مصر لابد أن لشهر رمضان طعما آخر.. هو طعم البصيرة والعودة إلى النور بعد شهور وسنوات من الظلام والغمام كانت مصر تخرج من مأزق لتدخل مأزقا آخر.. لابد أن نصلى ونطلب فى الشهر الكريم أن يبصر الله عيوننا بالخير والعدل الممتد والسماحة والتسامح وقبول الآخر.. لم يعد هناك وقت للقتال.. ولكن هناك دائما وقتا للحب والاستقرار والأمن والأمان.. فلنتكاتف على الخير والعطاء ويكون رمضاننا هو شهر محاسبة النفس ومراجعة ما فاتنا والدخول إلى عالم جديد، من الصفاء والشفافية.. اللهم تقبل منا صيامنا، اللهم تقبل دعواتنا وصلاتنا، واحفظ مصر يا الله واحفظ شعبها واحفظ الرجل الذى اخترناه حبا وقناعة الرئيس عبدالفتاح السيسى.. اللهم اجعل من الشهر الكريم بابا إلهيا مفتوحا نحو العبور إلى مصر السلام.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة