محمود صلاح

فقراء وأغنياء

الجمعة، 27 يونيو 2014 10:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم المال هو أساس كل الشرور فى هذه الدنيا، واجه الحقيقة بصراحة بينك وبين نفسك، البشر كلهم يتحركون ليلاً ونهاراً. وكل ساعة وكل يوم. وكل شهر وكل سنة. وكل السنوات. نحو هدف واحد فى حياتهم.. هو المال والمال قبل أى شىء!

القصور والفيلات لمن يملكون المال والأرصفة والشوارع والعشش لا يسكنها سوى من كانت جيوبهم خالية من الفلوس.

العظمة والسلطة والأبهة للأغنياء فقط. أما الفقراء. فيضربون بالنعال أكثر وأكثر. من عنده فيلا أو قصر، من يركب المرسيدس وأخواتها، من يأكل أحسن أكل، هذا عنده كل شىء. ومن يسكن علبة أعواد وثقاب قديمة ومتهالكة، أو شقة فى مدينة السلام، ويحسب حساب جنيهين سيدفعهما متألماً ضعفين. أجرة الميكروباص رايح جاى. هذا ليس عنده أى شىء.

الأغنياء أصدقاء يحبون دائماً الاجتماع بأنفسهم هم معاً فى كل مكان. يتزاورون ويسهرون معاً بمناسبة ودون مناسبة، قد يكره أحدهم الآخر بمنتهى الكراهية العنيفة، لكنهم دائماً متكاتفون بالحق والباطل يدافعون عن بعضهم البعض بضراوة، ويقضون أيام الصيف معاً فى الساحل وشرم الشيخ والغردقة، أما الفقراء فكل واحد منهم أصبح يكره الآخر. رغم أن الاثنين يستحقان العطف والشفقة، الدنيا لم ترحمهم وهم لا يرحمون أنفسهم. الفقراء يختلفون ويصرخون وفى النهاية قد يقتلون، لكنهم لا يقتلون سوى أنفسهم، كل فقير يشكو الفقير الآخر، ولا يجتمعون إلا فى سرادقات العزاء، وتخشيبات أقسام الشرطة.

والفلوس يا سيدى لم تعد رفاهية أو ترفا.. الفلوس أصبحت حاجة أساسية لمن يريد أن يعيش فى هذه الغابة، التى اسمها دنيا، الفلوس مطلوبة قبل أن يأتى الإنسان إلى الحياة، والفلوس مطلوبة لكى يتربى المولود، يأكل ويشرب ويتعلم ويذهب للعلاج، الفلوس مطلوبة كى يفسح لك الناس مكاناً إلى جوارهم. ويزوجون بناتهم من أولادك، الفلوس مطلوبة فى كل حركة تتحركها، وكل خطوة تخطوها، الفلوس جعلت الناس ينسون الله والأخلاق والضمير، وينسون التقاليد والقيم والمبادىء الإنسانية النبيلة، وينسون حتى أنفسهم، الفلوس جعلتنا نشاهد ونعيش هذه الحياة العجيبة، وأن نرفضها لكننا نشارك فى صنع واستمرار هذا التدهور فى إنسانيتنا، وأن نتحول إلى مريض يرفض الدواء، نعم المال هو أساس كل الشرور فى هذه الدنيا!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة