حنان شومان

بين آثار ورامز الكل هايص والجمهور لايص

الخميس، 26 يونيو 2014 09:30 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«رامز أرعبنى والنساء لهن حرمة يا سيادة القاضى، وعيب أن خمسة عشر كاميرا تكون هدفها إلقائى فى المياه وتصوير نصى التحتانى» هكذا تحدثت آثار الحكيم أمام القضاء مستنجدة به من برنامج مقالب رامز جلال.
«آثار الحكيم ساومتنا من أجل زيادة أجرها ووقعت على ورقة تؤكد أنها عرفت بتصويرها فى برنامج رامز والحكاية حكاية فلوس، والفنانة حضرت للغردقة بصحبة شاب صغير ادعت أنه قريب لها». هكذا دافع صُناع برنامج رامز جلال عن أنفسهم تجاه اتهام آثار الحكيم.
تُرى من الجانى فى هذه القضية ومن المجنى عليه؟ وهل فى الأصل هى قضية تستحق أن نفرد لها صفحات ورد ثم رد على الرد؟
نعم، اسمحولى أن أزعم أنها قضية تستحق التعليق، ليس من منطلق تأييد آثار وضد رامز أو العكس ولكنها قضية تخص مفهومنا القاصر فى التقليد والإعلام وأصوله.
بداية، فلست أؤيد آثار الفنانة التى قررت بإرادتها أن تعتزل الحياة الفنية، ولكنها لم تعتزل الظهور الإعلامى، وهى فى ذلك لها حرية الاختيار، ولكن لأنى أعرف تفاصيل ما حدث، ومما نُشر حول موقفها من البرنامج بعد أن عرفت أنه مقلب سخيف، فلا أتصور أن لها الحق فى مقاضاة البرنامج وأصحابه، فالقانون يقول العقد شريعة المتعاقدين وإن هى أقرت بمعرفتها كتابة وحصلت على أجر مقابل هذا التوقيع، فإنه لا يحق لها أن تعود وتطالب بإيقاف البرنامج وعدم إذاعته، ولو أنها لم تساوم ولم تطلب زيادة ثم فعلت ما فعلت بعد أن أنذرت طاقم البرنامج، لقلت لها كل الحق، ولكن للأسف آثار أهدرت فرصة لنفسها ولجمهور مسكين يتعرض لمثل هذا الهراء أن تقتص من صُناعه وتوقف البرنامج، وأكثر ما هالنى فى معرض دفاعها أنها تستنجد بقيادة مصر السياسية، أى السيسى، لكى يمنع البرنامج، يانهار أسود هى بقت كده، فما علاقة رئيس الدولة ببرنامج مقالب وخناقة خايبة، وهكذا سقطت لويزة…آسفة أقصد تسقط الدول فى الخيبة!
ثم نأتى للطرف الآخر فى القضية رامز جلال، الممثل الذى وجد ضالته فى برنامج على غرار الكاميرا الخفية، ولكنه ومن يموله رأوا أن الفكرة الأصلية للبرنامج، وهى فكرة طريفة، تبدو ضعيفة وهو أن يضحك الجمهور والمشارك من الموقف فحولوا الأمر لرعب المشارك وضحك الجمهور على رعب الضيف المشارك، سواء باتفاق مع الضيف كثيراً أو بمفاجأة بعض الضيوف قليلاً.... وهو أمر فيه خداع مضاعف مرة للجمهور الذى يظن أن الضيف لا يعرف، وخداع للضيف الذى لا يعرف فعلاً، وما زلت لا أفهم ولا أتقبل فكرة أن ندفع بالمعنى السادى لهذه النوعية من البرامج، خاصة فى شهر التراحم والمودة، شهر رمضان خاصة، أو حتى أن ندفع بمثلها فى أى شهر من العام.
كل برنامج يجب أن يكون له هدف، أى هدف، فالتثقيف قد يكون هدفا أو الإخبار أو الاستمتاع والترفيه، فبالله عليكم ما المتعة السادية فى مشاهدة الرعب فى العيون والصراخ، سواء أكان حقيقة أو مفبركاً، وهى مسألة مختلفة تماماً عن أفلام الرعب التى يكون فيها الكل من مشاركين أو جمهور متفقين على الأمر. ودعنا من عموم الحديث عن ماهية البرنامج، ولكن ما هالنى حقاً أن يشير فريق عمل برنامج رامز فى معرض دفاعهم ضد آثار أنها حضرت وفى صحبتها شاب صغير ادعت أنه قريب لها وبقيا يومين فى الفندق، فى إشارة فيها غمز ولمز غير أخلاقى على الإطلاق ومرفوض حتى من باب الهجوم على الخصم، فكأنهم يذكروننى بمعركة الحارات حين تمسك امرأة بتلابيب أخرى لأن مياه الغسيل وسخت الشرفة فتندفع الأخرى وهى تقول لها يا كارتة يا عوجة يا اللى ماشية على حل شعرك، شىء مخزٍ ومحزن أن تصل وسائل الدفاع بين من يصورون أنفسهم مشاهير وقدوة لهذا التدنى فى الخصومة.
ثم نصل إلى بيت القصيد أنا وأنت وغيرنا من ملايين المشاهدين الذين هم المقصد والمنال للإعلام الترفيهى وغيره، فالكاميرا الخفية فى أصلها الأمريكى ومختلف طبعاتها العالمية هى فكرة طريفة ممتعة للمشاهدين والمشاركين، وفيها ذكاء فى اختيار أطراف المقلب الذى يدفع المشارك والجمهور للضحك، ولكننا كعادتنا نأخذ الاختراع أى اختراع غربى أو شرقى ونحوله لغير الهدف الذى صُنع له، نمسخه ونفقده معناه ونزيد ونزيد فى الهيافة حتى يمل العامة منه وينسوا الأصل من صناعته والهدف منه، صرخنا وصرخ غيرنا ولا أحد يسمع بل يهزون أكتافهم ويقولون: اسألوا الإعلانات فهى سيدة الموقف، فالمعلنون يتهافتون على مثل هذا البرنامج، وكأن المعلنين هم سدنة الحق ومعيار الذوق، فكلنا نعرف زيف الإعلانات نفسها، فهذا شامبو يطيل وينعم شعرك وهو فى حقيقته مصنوع من الكلور، وهذه السمنة بطعم وريحة السمنة البلدى، وهى لا سمنة ولا غيره، وتلك الكفتة هى الأفضل ويعلم الله من أى لحم حيوان أتوا بها، وهكذا ليس هناك من حق للمستهلك فى هذا البلد الذى غالباً ما تخدعه الإعلانات، فكيف نقبل بمن يخدعنا أن يكون المعيار للذوق أو للإعلام وأصوله؟
فى قضية رامز وآثار الكل هايص أما الجمهور فله الله لأنه لايص.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة