فى ظنى - وليس كل الظن إثم - هناك عدد من أمناء الشرطة لا يكسبون الحسنات إلا فى ساعات نومهم فقط، وباقى اليوم نسأل الله العفو والستر، ليس تجنيا عليهم لا سمح الله، بل خوفا عليهم وعلى هذا البلد مما قد يجنيه من وراء أفعالهم.
ولولا خوفى أن أظلم وزير الداخلية لقلت إنه يعرفهم بالاسم رغم أنهم ليسوا فئة قليلة، فأغلب من رأيتهم حتى الآن يضربون أسوأ مثال لرجل الأمن حينما يخون القانون.
أمام محطة مترو المنيب يقف يوميا أمين شرطة ضخم الجثة عريض المنكبين كثيف الشارب، لأول وهلة ستعجب بأدائه العالى ونظافة ملابسه وتظن أن السائقين سيخشون القانون المتجلى فى صورة نسر يقظ على الكاب الأبيض، تتفاجأ – ويا للعار واليأس- أنه جثة بلا ضمير وسلطة بلا رقيب، نظرة نارية منه لسائق ميكروباص ركن أمام باب محطة المترو، فيأتى السائق مهرولا حتى يضع فى يده شيئا ما – ليس صدقة بالتأكيد - فتلين ملامح النسر ويرتخى الشارب رضا بالملمس الحرام.
أيضا، فى حديقة الفنون «المعروفة شعبيا بحديقة النصر» على كورنيش النيل بمحاذاة شارع عبدالعزيز آل سعود، يتوافد الناس على هذه الحديقة أملا فى جرعة هواء منعشة ومنظر جميل للنيل والمراكب التى تتراص على جانبيه.
دعك من أن الحديقة تفرض رسم دخول 3 جنيهات بينما تمنحك إيصالا مدونا عليه «جنيهان»، لكن اللافت أن الحديقة ضاقت على الناس من كثرة ما تقوم محافظة القاهرة بتأجير مساحات داخلها لكافيتريات تبتز المواطنين، أحد هذه الكافيتريات يمنع الناس من الجلوس على الرصيف النهرى الذى لا تزيد مساحته عن 3 أمتار، من يحمى هؤلاء؟ تخيل أنهم اثنان من أمناء الشرطة لا أحد يعرف مهمتهما سوى أن الصبى الذى يعمل بالكافيتريا يلقى عليهما التحية كلما غدا أو راح، ونادى من بعيد «الباشا يؤمر بحاجة.. شوف يا بنى النجم يشرب إيه.. ربنا يخليك لينا».
من منا لا يموت بالحسرة وهو يرى هذه الأمثلة، ويرى أيضا أفراد وضباط شرفاء فى جهاز الشرطة يستشهدون دفاعا عن قيم نبيلة ومبادئ غالية، هؤلاء الأموات فى سبيل الله وواجبهم أكثر نفعا للناس والوطن حتى بعد موتهم، وهؤلاء هم السبب الرئيسى حتى الآن لدعم الناس للشرطة ووقوفهم بجانبها وغفرانهم لها، وتظل مسؤولية الحكومة ووزير الداخلية أن يقضوا على الفئة الأخرى التى عاجلا أم آجلا ستسبب غضبا جارفا من الناس ضد الشرطة لا يعلم عواقبه إلا الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة